مقالات

رقصة النار”.. مصور يوثق مشاهد ديناميكية لهذا التقليد في السعودية

 

بظل الأجواء الحماسية، وعلى وقع الأهازيج والأشعار، يقوم مؤدٍ أشبه ببهلواني بحركات ديناميكيّة بين شرارات النيران.

وعند رؤية لمحة من الشرارات من بعيد، وصدى الخطوات الاستعراضيّة المتناسقة، فإن ذلك قد يوحي للبعض بأنهم على وشك مصادفة قتالٍ محتدم.
ولكن يشكّل المشهد جزءًا من موروث سعودي أصيل يُدعى التعشير، وهو رقصة حربية قديمة اشتهرت في الماضي، بحسب الموقع الرسمي لوكالة الأنباء السعودية “واس”.

“رقصة النار”
ومن المحتمل أن تُفاجئ عند مشاهدتك لهذه الرقصة لأول مرّة، إذ قال المصور السعودي، عبدالرحمن الدغيلبي، خلال مقابلة مع موقع CNN بالعربية إنّ “من يراها لأول مرّة لا يعلم مدى قوة الصوت الخارج من البندقية (المقمع)، ما قد يسبب الخوف للبعض”.
ووثّق الدغيلبي، وهو مرشد سياحي أيضًا، هذه الرقصة التقليدية على مرّ عقدٍ تقريبًا في منطقة الشفا والهدا بمحافظة الطائف.

وشجّعه على ذلك تحدّي بعض المصورين لبعضهم البعض في توثيق الشرارة التي تخرج من البندقية أثناء أداء الرقصة، و”تجميد اللحظة”، بحسب تعبيره.
وأشار المصور إلى تسمية هذا الفن بـ”رقصة النار” أيضًا بسبب النار الذي يخرج من البندقيّة.

وتظهر شرارات النيران بشكلٍ ساطع في المشاهد الساحرة التي وثقها المصور، قائلًا إنّه وجب عليه تصويرها من مسافة بعيدة لخطورة النيران.
وكان المحاربون القدامى يمارسون التعشير كطريقة لبث الثقة والحماس قبل خوض المعركة، والتعبير عن الفرح بعد الانتصار.

وتنطوي هذه الرقصة على القيام بخطوات مرتبة ومتناسقة، والقفز برشاقة، كما يداعب خلالها العارض بندقيته المحشوة بالبارود ليتحول إلى لهبٍ تحت قدميه بعد ضغطه على الزناد، بحسب ما ذكرته وكالة “واس”.

والبارود المستخدم في سلاح فن التعشير من الذخيرة غير الحية التي تصنع من أشجار العُشر، والأراك، والملح.
واليوم، يُعرض هذا الفن الشعبي في الأفراح والمناسبات لبث الفرح والبهجة في النفوس.

وقد تغري هذه الرقصة تجربة المشاهد لها، ولكن أشار الدغيلبي إلى أنّها تحتاج إلى لياقة عالية، إضافةُ للتمتّع بذراعين قويين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى