الأرشيف

البتراء .. المدينة الوردية .. ثاني عجائب الدنيا

تعتبر مدينة البتراء بالأردن من الآثار التي ما زالت تشهد على براعة الإنسان المذهلة في الهندسة. وتعرف البتراء بالمدينة الوردية ، وهي منطقة جذب سياحي رائعة، بل إنها تعد الموقع الأكثر زيارة من بين المواقع السياحية في الأردن. ومن الصعب وصف جمال وروعة مدينة البتراء النبطية التي لابد للزائر من أن يمتع ناظريه برؤيتها.

 

تعتبر مدينة البتراء بالأردن من الآثار التي ما زالت تشهد على براعة الإنسان المذهلة في الهندسة. وتعرف البتراء بالمدينة الوردية ، وهي منطقة جذب سياحي رائعة، بل إنها تعد الموقع الأكثر زيارة من بين المواقع السياحية في الأردن. ومن الصعب وصف جمال وروعة مدينة البتراء النبطية التي لابد للزائر من أن يمتع ناظريه برؤيتها.  فازت مؤخرا بالمركز الثاني في المسابقة العالمية لعجائب الدنيا السبع.

يعود تاريخ البتراء إلى عصور ما قبل التاريخ. فقد كانت البتراء في الماضي جزءا حيوياً من الطريق التجاري الرئيسي الذي يربط بين بلاد الرافدين ومصر. وعندما إزدهرت تجارة الأنباط، قاموا ببناء مدينة من الصخر، ذات واجهات مزخرفة ونقوش معمارية ساحرة ما تزال شاهدا على تاريخهم المجيد بألوانها المتجددة دائما. وفي حوالي عام 500 قبل الميلاد، إتخذالأنباطمن البتراء عاصمة لمملكتهم. وسرعان ما أصبحت البتراء مركزاً لتجارة التوابل والحرير والبخور، فارضة سيطرتها على الطرق التي امتدت من جنوب شبه الجزيرة العربية إلى تدمر في الصحراء السورية. واليوم، تعكس الآثار النبطية الموجودة في المدينة الوردية التنوع الثقافي والفني، الذي نتج عن كون البتراء مركزاً للتجارة الدولية في زمن قديم.

ولعل الإنجاز الأهم للحضارة النبطية، والذي يوازي في عظمته الخزنة الكبيرة المنحوتة في الصخر، هو النظام الهندسي للماء الذي جعل الحياة ممكنة في هذه المنطقة الجافة من الصحراء الأردنية. وقد تضمن ذلك النظام أنظمة لحفظ المياه واشتمل على السدود التي كانت تجمع مياه الأمطار في أشهر الشتاء. كما استخدم الأنباط نظاماً محكماً من القنوات والأنابيب الفخارية لتوزيع المياه في كافة أنحاء المدينة.

في حوالي عام 60 قبل الميلاد، قام الجنرال الروماني (بومباي) بغزو المملكة النبطية، إلا أنه سمح بقدر من الحكم الذاتي فيها. وفي عام 106 ميلادية، مد الامبراطور الروماني (تراجان) السيطرة الرومانية لتشمل نباطيا، التي أصبحت فيما بعد البترائية العربية وعاصمتها البتراء. استمرت البتراء في الازدهار تحت الحكم الروماني، كما أضيف للمدينة العديد من المسارح وأروقة الطرق الكلاسيكية ذات الطابع الروماني. كما تأثر الرومان بهندسة العمارة النبطية، حيث شيد للحاكم الروماني في البتراء (سكتوس فلورنتيوس) سنة 127 ميلادية، تابوت ذو طابع نبطي.

وصلت المسيحية إلى البتراء حوالي عام 300 ميلادية. وبالإمكان رؤية أنقاض كنيسة بيزنطية بنيت بين 450-500 ميلادية. كما تم تحويل عدد من المقابر والمعابد النبطية إلى كنائس.

هي عبارة عن مدينة كاملة منحوتة في الصخر الوردي اللون (ومن هنا جاء اسم بترا وتعني باللغة اليونانية الصخر) (يقابله باللغة النبطية رقيمو) والبتراء تعرف أيضا باسم المدينة الوردية نسبة إلى لون الصخور التي شكلت بناءها، وهي مدينة أشبه ما تكون بالقلعة.

بناها الأنباط في العام 400 قبل الميلاد وجعلوا منها عاصمة لهم.

وعلى مقربة من المدينة يوجد جبل هارون الذي يعتقد أنه يضم قبر النبي هارون والينابيع السبعة التي ضرب موسى بعصاه الصخر فتفجرت. اختيرت البتراء بتاريخ 7/7/2007 كواحدة من عجائب الدنيا السبع الجديدة.

  كانت البتراء عاصمة لدولة الأنباط وأهم مدن مملكتهم التي دامت ما بين 400 ق م وحتى 106 م، وقد امتدت حدودها من ساحل عسقلان في فلسطين غربا وحتى صحراء بلاد الشام شرقا.

ومن شمال دمشق وحتى البحر الأحمر جنوبا شكل موقع البتراء المتوسط بين حضارات بلاد ما بين النهرين وبلاد الشام والجزيرة العربية ومصر أهمية اقتصادية فقد أمسكت دولة الأنباط بزمام التجارة بين حضارات هذه المناطق وسكانها وكانت القوافل التجارية تصل إليها محملة بالتوابل والبهارات من جنوب الجزيرة العربية والحرير من غزة ودمشق والحناء من عسقلان والزجاجيات من صور وصيدا واللؤلؤ من الخليج العربي.

 

 

ومن أهم الرسومات التي اشتهرت بها البتراء كانت هي الليثوغرافيا التي رسمها ديفيد روبرتس للبتراء ومنطقة وادي موسى أثناء زيارته عام 1839 والتي تجاوز عددها عشرين لوحة ليثوغرافية وقد طبع العديد منها مما أعطى البتراء شهره عالمية.

ويوجد للبتراء العديد من اللوحات والصور الأخرى التي تعود للقرن التاسع عشر مما يدل على مدى الاهتمام الذي أضفاه إعادة اكتشافها على أوروبا في ذلك الوقت.

 

والبتراء محفورة في الصخر ومختبئة خلف حاجز منيع من الجبال المتراصة التي بالكاد يسهل اختراقها تحظى بسحر غامض.

إن المرور بالسيق وهو ممر طريق ضيق ذو جوانب شاهقة العلو التي بالكاد تسمح بمرور أشعة الشمس مما يضفي تباينا دراماتيكيا مع السحر القادم وفجأة يفتح الشق على ميدان طبيعي يضم الخزنة الشهيرة للبتراء المنحوتة في الصخر والتي تتوهج تحت أشعة الشمس الذهبية.

وهنالك العديد من الواجهات التي تغري الزائر طيلة مسيره في المدينة الأثرية، وكل معلم من المعالم يقود إلى معلم آخر بانطواء المسافات.

إن الحجم الكلي للمدينة علاوة على تساوي الواجهات الجميلة المنحوتة يجعل الزائر مذهولا ويعطيه فكرة عن مستوى الإبداع والصناعة عند الأنباط الذين جعلوا من البتراء عاصمة لهم منذ أكثر من 2000 عام خلت.

 ومن عاصمتهم تلك استطاع الأنباط تأسيس شبكة محكمة من طرق القوافل التي كانت تحضر إليهم التوابل والبخور والتمر والذهب والفضة والأحجار الثمينة من الهند والجزيرة العربية للإتجار بها غربا.

نتيجة للثروة التي حصلوا عليها، قاموا بتزيين مدينتهم بالقصور والمعابد والأقواس. وحالما تنطلق من بوابة مدخل المدينة يبدو الوادي رحبا ومفتوحا.

إن هذا القسم هو مدخل ضيق يعرف بباب السيق. أول ماتمر به هو مجموعة الجن وهي عبارة عن مجموعة من ثلاثة مكعبات صخرية تقف إلى اليمين من الممر ولدى عبور المزيد خلال الشق يرى الزائر ضريح المسلات المنحوت في المنحدر الصخري وفي لحظة يتحول الممر من عريض إلى فجوة مظلمة لا يتجاوز عرضها عدة أقدام وفجأة وعلى بعد عدة خطوات تحصل على أول رؤية لأروع إنجاز للبتراء وهي الخزنة التي تبدو للعيان تحت أشعة الشمس الحارقة والمنحوتة في الصخر.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى