الأرشيف

هل نحتاج إلى مجلس أعلى للسياحة العربية ِ…

يعد القطاع السياحي في عالمنا العربي مكمنا متجددا للاستثمار ومجالا قادرا على التطور والتأقلم في ابتكار منتجات جديدة قابلة للتسويق وجذب أعداد متزايدة من الزائرين خاصة في ظل ما يتوفر من ثراء منقطع النظير من الآثار والمعالم والخصوصيات الاجتماعية والتقلدية لمجتمعاتنا.

يعد القطاع السياحي في عالمنا العربي مكمنا متجددا للاستثمار ومجالا قادرا على التطور والتأقلم في ابتكار منتجات جديدة قابلة للتسويق وجذب أعداد متزايدة من الزائرين خاصة في ظل ما يتوفر من ثراء منقطع النظير من الآثار والمعالم والخصوصيات الاجتماعية والتقلدية لمجتمعاتنا.

ومع أهميته يظل القطاع السياحي، كغيره من القطاعات، سريع التأثر بالمتغيرات السياسية واحتدام المنافسة وتغير أنماط العيش والترفيه وهو ما يستدعي استنباط طرق جديدة للتأقلم وضمان ديمومة القطاع بما يوفره من إيرادات ناهزت 80 مليارات دولار سنة 2018.

ومن بين الحلول الكفيلة بالترفيع في هذه العائدات المالية وزيادة مستوى إحداث مواطن الشغل للشباب العربي التفكير في إنشاء مجلس أعلى للسياحة العربية يقطع مع تشتت المجهود.

ولهذا المجلس أن يجمع بين الكفاءات المختصة رفيعة المستوى والقادرة على التخطيط السليم والصحفيين المهتمين برسم استراتيجيات ترويجية والهيئات العربية ووكالاء الأسفار وأصحاب الفنادق والمختصين في علم الآثار والحضارة.

وقد يهتم المجلس المقترح برسم مسلك سياحي، بتنسيق عربي، ينطلق من شمال غرب إفريقيا ويطوف مختلف دول الشرق الأوسط وصولا إلى العراق وسوريا وذلك تمهيدا لربط إقتصادي بين مختلف المواقع السياحية العربية ونقل المهارات والخبرات وتبادل التجارب الناجحة.

لا يخفى عن أحد ما تزخر به البلدان العربية من تنوع في الأنشطة السياحية فمنها التقليدي الذي يرتكز على البحر والشمس ومنها السياحة البيئية (لوجود الغابات والمحميات ومنظومة ثرية من الحيوان والنبات) علاوة على السياحة الاستشفائية والرياضية وسياحة الواحات، لذلك تبقى الفكرة قابلة للانجاز إذا ما توفرت الإرادة.

لك أن تسبر أغوار الحضارات المتعددة التي مرت على الأراضي العربية وتتعرف على بصماتها التي تؤرخ لعراقة وجود هذه الرقعة الجغرافية الثرية ومن الفرعنة مرورا بالبابليون والآشوريون واليوانيون والأنباط والسوماريون والأكاديون وصولا إلى النوبيون والقرطاجنيون والفينقيون والبيزنطيون، لن تجد أغنى من هذه الأرض حضارة وعراقة.

ويمكن أن تقدم البلدان العربية، في المجال السياحي، باقة من المنتجات الفريدة تستهوي السائح العادي وسياحة الرفاه انطلاقا من خصوصية العديد من المواقع كمدائن صالح بالمملكة العربية السعودية ومعبد الكرنك والأقصر وأهرامات الجيزة (مصر) ومدرج بصرى وقلعة الحصن ومعبد بل وموقع تدمر (سوريا) إلى جانب البتراء (الأردن) وأعمدة بعلبك (لبنان) وحدائق بابل (العراق) ومدينة إب (اليمن) دون أن ننسى مدافن وادي العين والمنزفة وأبواب مسقط (سلطنة عمان) ومدن مكناس وفاس وأغادير (المغرب) وموقع مروى (السودان) وقرطاج والجم (تونس) قصر الحصن وقرية التراث (الإمارات العربية المتحدة) وغيرها كثير.

الصحفي جمال رمضان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى