المغتربون اللبنانيون يلعبون دور المنقذ في إنعاش السياحة المتعثرة وسط الأزمات
سلط تقرير حديث نشره موقع “الشرق” الضوء على الدور المحوري الذي يلعبه المغتربون اللبنانيون في دعم قطاع السياحة في لبنان، في وقت تواجه فيه البلاد تحديات كبيرة نتيجة الأزمات السياسية والاقتصادية.
رغم التحديات الكبرى التي تواجه القطاع السياحي في لبنان، يبرز المغتربون كعنصر رئيسي في إنعاش هذا القطاع في ظل الظروف الصعبة.
تراجع أعداد الوافدين والضغط على السياحة
الأزمات تؤثر سلباً على حركة السياحة
أظهر التقرير أن أعداد الوافدين إلى لبنان تراجعت بنسبة 5.6% خلال النصف الأول من عام 2024 مقارنة بالعام السابق، وهو ما يعكس تأثير الأزمات السياسية والأمنية المستمرة.
ومع اندلاع الحرب في غزة وتداعياتها على الوضع الأمني في جنوب لبنان، واجه القطاع السياحي ضغوطًا متزايدة. وقد أثر هذا الوضع الأمني على العديد من القطاعات، خاصة الفنادق وشركات تأجير السيارات، التي عانت من تراجع حاد في الحركة.
المغتربون اللبنانيون: طوق النجاة للسياحة
إسهامات المغتربين في دعم الحركة السياحية
رغم التحديات، يشكل المغتربون اللبنانيون دعماً حيوياً للقطاع السياحي. يشير التقرير إلى أن السياحة الداخلية شهدت نشاطًا ملحوظًا، خاصة في العاصمة بيروت ومحافظة جبل لبنان. يعود هذا النشاط إلى الوجود الكبير للمغتربين، الذين يعوضون التراجع في أعداد السياح الدوليين.
وزير السياحة في حكومة تصريف الأعمال، وليد نصّار، أكد أن المغتربين، إلى جانب بعض السياح العرب من دول الخليج والعراق والأردن ومصر، ساهموا في تعزيز الحركة السياحية، مشيرًا إلى نشاط ملحوظ خلال فترة عيد الأضحى ومعدلات إشغال يومية جيدة.
تباين في أداء القطاعات السياحية
تأثير الحرب على مختلف قطاعات السياحة
تضمنت الأرقام أن قطاع المطاعم والمقاهي شهد انتعاشًا ملحوظًا، بينما عانت الفنادق وشركات تأجير السيارات من تراجع حاد.
أشار نقيب أصحاب المطاعم والمقاهي، نزهة كشف، إلى افتتاح 50 مؤسسة جديدة هذا العام، مع زيادة في علامات تجارية عالمية، إلا أن الافتتاحات تقلصت مقارنة بالعام الماضي، حيث كانت 300 افتتاح. ورغم هذا النشاط، أكد كشف أن انتعاش القطاع يعود أساساً إلى المغتربين وموسم الأعراس.
التحديات الاقتصادية وتداعيات الحرب
الأزمات الاقتصادية تؤثر على قطاع السياحة
أثر النزاع الحالي بين إسرائيل وحماس بشكل كبير على الوضع الاقتصادي في لبنان، بما في ذلك قطاع السياحة.
وأشار نائب نقيب أصحاب المطاعم والمقاهي، نزهة كشف، إلى أن الأسعار ارتفعت بنسبة تتراوح بين 5 إلى 15%، وأن القطاع شهد تراجعاً في عدد العاملين مقارنة بمستويات ما قبل الأزمة الاقتصادية.
وأكد أن هناك تراجعاً ملحوظاً في معدلات إشغال الفنادق، حيث لم تتجاوز نسبة الإشغال في بيروت 25%، مقارنة بـ50% إلى 60% في بداية الموسم في السنوات السابقة.
التأثيرات على تأجير السيارات
تأثير الأزمات على قطاع تأجير السيارات
كشف نقيب أصحاب مكاتب تأجير السيارات السياحية، محمد دقدوق، عن تراجع كبير في نسبة التشغيل، حيث انخفضت من 80% في الصيف الماضي إلى 35% إلى 40% في بيروت و10% في الجنوب هذا الموسم.
وأضاف دقدوق أن قطاع تأجير السيارات كان يأمل في تعويض خسائره خلال موسم الصيف الحالي، إلا أن التحديات أثرت بشكل كبير على هذا القطاع، حيث تقلص عدد السيارات في القطاع بنسبة 60% منذ عام 2019، مع حركة شراء سيارات جديدة لا تتجاوز 3%.
التوقعات المستقبلية والتحديات
آفاق مستقبلية لقطاع السياحة
رغم التحديات الكبيرة، يبقى الأمل معقوداً على دعم المغتربين اللبنانيين وموسم الأعراس لتحسين وضع القطاع السياحي. ومع استمرار الأزمات، يبقى من الضروري أن تسعى الحكومة اللبنانية والقطاع الخاص إلى استراتيجيات جديدة لدعم السياحة وتعزيز استقرار القطاع.
وبينما يشكل المغتربون دعماً حيوياً، فإن التحديات الإقليمية والمحلية تستمر في تشكيل عوائق أمام التعافي الكامل للقطاع السياحي في لبنان.
تظل السياحة في لبنان تتحدى الأزمات بفضل دعم المغتربين، الذين يلعبون دورًا حيويًا في إنعاش القطاع السياحي في ظل الظروف الصعبة.
بينما يواجه القطاع تحديات كبيرة، يظهر الأمل في استمرارية النشاط السياحي في ظل دعم المغتربين وتدابير جديدة يمكن أن تعزز من استقرار القطاع.