المغرب يرسخ مكانته كوجهة سياحية عالمية ويعزز موقعه بين 15 دولة رائدة
يشهد القطاع السياحي المغربي انتعاشًا غير مسبوق، مما يعزز من قدرة مدينة مراكش على استعادة جاذبيتها كوجهة سياحية عالمية.
بفضل بنيتها التحتية المتطورة، باتت مراكش تستقطب نحو نصف النشاط السياحي المحلي، مع كون فصل الشتاء والربيع من الأوقات المثلى لاستكشاف معالم المدينة.
مراكش: مزيج من الأصالة والحداثة
تعد مدينة مراكش من أبرز الوجهات السياحية في المغرب، حيث تمتزج فيها الأصالة مع الحداثة. تأسست المدينة في عام 1070 على يد السلطان يوسف بن تاشفين، وظلت تحتفظ بجاذبيتها التاريخية من خلال معالمها المعمارية الحديثة مثل الفنادق والمولات والمتاحف والحدائق. وقد أصبحت المدينة مقصدًا مفضلًا للمشاهير من مجالات السينما والرياضة والسياسة والفن، مما يضيف إلى مكانتها العالمية.
تُعرف مراكش بقدرتها على تقديم تجربة سياحية فريدة من نوعها، تجمع بين الهندسة المعمارية الإسلامية التقليدية والحرف اليدوية المحلية. وتستقطب المدينة السياح بفضل مميزاتها المتنوعة، بدءًا من مئذنة مسجد الكتبية الشهيرة، إلى قصر البديع الذي يعكس روعة الفن المعماري المغربي.
الانتعاش بعد الزلزال: نجاح خطة الاستجابة السريعة
بعد الزلزال الذي ضرب المدينة في سبتمبر الماضي، أثبتت مراكش قدرتها على التعافي بسرعة بفضل خطة الاستجابة السريعة التي ساهمت في استعادة النشاط السياحي. وقد نالت المدينة إشادة دولية بعد هذا الحدث، حيث أبرزت الصحف الدولية، مثل نيويورك تايمز، جمال المدينة وتاريخها العريق. وقد أثنى العديد من المراقبين على قدرة المغرب في التعامل مع الأزمات وتعزيز استدامة قطاع السياحة.
مراكش: عاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2024
سالم بن محمد المالك، المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة، أكد أن اختيار مراكش عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي لعام 2024 يعكس تقديرًا لتاريخها وثقافتها وإبداعها. هذا التقدير يعزز من مكانة المدينة كمركز ثقافي عالمي ويجذب المزيد من السياح إلى المغرب.
استراتيجيات الحكومة المغربية في تعزيز السياحة
في عام 2023، شهدت السياحة المغربية انتعاشًا ملحوظًا، حيث استقبلت البلاد 14.5 مليون سائح، وهو ما يعكس نجاح الاستراتيجيات التي اعتمدتها الحكومة لتعزيز القطاع. تهدف الحكومة إلى زيادة عدد الزوار إلى 17.5 مليون بحلول عام 2026، مع التركيز على جذب السياح من الصين واليابان والهند والشرق الأوسط.
التطلع إلى المستقبل
تستمر مدينة مراكش في جذب السياح من جميع أنحاء العالم، وتتحول محاولات التشويه التي أعقبت الزلزال إلى إشادة عالمية بقدرة المغرب على التعافي وإعادة الإعمار. مع استمرار الاستثمارات في البنية التحتية السياحية، يواصل المغرب تعزيز مكانته كوجهة سياحية رائدة على الصعيد العالمي، مما يجعله من بين أفضل 15 دولة سياحية في العالم.