اكتشاف أثري يغير نظريات التاريخ: تقويم عمره 12 ألف عام يكشف أسرار جديدة
كشف اكتشاف أثري حديث في موقع “غوبكلي تبه” في جنوب تركيا عن معلومات قد تعيد النظر في النظريات المتعلقة بأول تقويم لتحديد السنين في تاريخ البشرية.
الدراسة التي نُشرت في دورية “Journal of Archaeology, Consciousness, and Mind” تقدم أدلة جديدة تشير إلى أن الإنسان القديم كان على دراية متقدمة بدورات الشمس والقمر قبل ما كان يعتقد العلماء.
الأعمدة الحجرية القديمة: اكتشاف يثير التساؤلات
تم العثور على أعمدة حجرية معقدة في موقع “غوبكلي تبه”، الذي يُعتقد أنه يعود إلى أكثر من 12 ألف عام، مما يدل على أن المجتمعات القديمة كانت تمتلك معرفة متقدمة عن الفصول وطول السنة الشمسية.
هذه الأعمدة تُظهر رموزاً تشير إلى دورات الشمس والقمر، مما يوحي بوجود تقويم شمسي قمري قديم يتألف من 365 يوماً.
الفرضية الجديدة: تأثير المذنب
عالم الآثار الأسكتلندي مارتن سويتمان، الذي قاد الدراسة، أشار إلى أن أحد الدوافع المحتملة وراء إنشاء هذا التقويم قد يكون مرتبطاً بسقوط مذنب أدى إلى حدوث عصر جليدي صغير في تلك الفترة.
يعتقد الباحثون أن هذا الحدث السماوي قد يكون قد شكل ضرورة تحديد الوقت بدقة أكبر للتكيف مع التغيرات البيئية.
غوبكلي تبه: موقع أثري غير عادي
يُعد موقع “غوبكلي تبه” من أهم المواقع الأثرية في العالم، حيث يحتوي على أعمدة حجرية منحوتة بأشكال معقدة تعكس مستوى متقدماً من الفهم الفلكي لدى سكان المنطقة.
تقع هذه المعالم الأثرية بالقرب من الحدود السورية، وتظهر أن المجتمعات القديمة كانت تسعى لفهم الظواهر الفلكية، بما في ذلك المبادرة المحورية للأرض.
الآثار المحتملة على التاريخ البشري
بعض الدراسات تشير إلى أن أحداثاً سماوية مثل سقوط مذنب أو نيزك قد تكون ساهمت في تغيير نمط حياة الإنسان القديم من الصيد إلى الزراعة، مما يمثل خطوة مهمة في تطور الحضارة البشرية في منطقة الهلال الخصيب.
التغيرات البيئية الناتجة عن هذه الأحداث قد تكون دفعت الإنسان القديم إلى ابتكار طرق جديدة لقياس الوقت وتطوير تقنيات الزراعة.
التطورات المستقبلية في مجال الأبحاث
من المتوقع أن يؤدي هذا الاكتشاف إلى مزيد من الأبحاث لفهم كيفية تأثير الأحداث السماوية على تطور التقويمات القديمة. كما قد يعيد النظر في فرضيات تاريخية حول تطور المعرفة الفلكية لدى الإنسان القديم وكيفية تأثير هذه المعرفة على تطور الحضارات.