-- سلايدر --طيران

قطاع الطيران الإماراتي.. قصة نجاح عالمية تصل إلى 4807 رحلات أسبوعياً

يواصل قطاع الطيران المدني في دولة الإمارات تحقيق إنجازات عالمية، ما جعله واحداً من أكثر القطاعات تنافسية على الصعيد الدولي، ففي ظل التطور الهائل الذي شهدته البنية التحتية للطيران خلال العقود الماضية، أصبح قطاع الطيران ركيزة أساسية في الاقتصاد الوطني، مساهماً بشكل مباشر في دعم النمو الاقتصادي ورفع تنافسية الدولة إقليمياً وعالمياً.

يوم الطيران المدني الإماراتي: تخليد لمسيرة ريادة

في الخامس من أكتوبر من كل عام، تحتفل دولة الإمارات بـ”يوم الطيران المدني الإماراتي”، وهو يوم يحمل في طياته ذكرى تاريخية تعود إلى عام 1932، حيث شهدت إمارة الشارقة هبوط أول طائرة على أرض الإمارات. تلك الطائرة كانت نقطة الانطلاق لتطور قطاع الطيران في الدولة، حيث تم تمهيد مدرج هبوط الطائرة في منطقة القاسمية عام 1930، ليصبح أول مطار في منطقة الخليج العربي، ممثلاً بداية عهد جديد من التطور في قطاع النقل الجوي.

ومع مرور الزمن، وبالتحديد بعد 90 عاماً، استطاع قطاع الطيران الإماراتي أن يتصدر مؤشرات التنافسية العالمية، متفوقاً على العديد من الدول المتقدمة. وتحولت الإمارات إلى مركز رئيسي للطيران المدني على مستوى العالم، بفضل ما تمتلكه من بنية تحتية قوية وشبكة واسعة من العلاقات الدولية في مجال الطيران.

شركات الطيران الإماراتية: نحو العالمية

تفتخر الإمارات بامتلاكها ست ناقلات وطنية تُصنف بين الأفضل عالمياً، وذلك بفضل تقديمها لخدمات عالية الجودة، وارتباطها الوثيق بمفاهيم الرفاهية والأمان. هذه الشركات تسير أسبوعياً 4807 رحلات من وإلى مختلف دول العالم، ما يعزز من مكانة الإمارات كأحد أهم المراكز الجوية الدولية.

كما تحتضن الإمارات 10 مطارات دولية، تُعد من بين الأكثر ازدحاماً والأفضل على مستوى العالم. ومن أبرز هذه المطارات، مطار دبي الدولي الذي يُعد نموذجاً يُحتذى به في سرعة النمو والكفاءة التشغيلية. فقد استقبلت مطارات الدولة خلال الأشهر الثمانية الأولى من عام 2024 أكثر من 97.9 مليون مسافر، محققة نمواً بنسبة 12.6% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

رؤية قيادية وثقة في المستقبل

في إطار الاحتفال بيوم الطيران المدني الإماراتي، أكد الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس هيئة دبي للطيران المدني والرئيس الأعلى لطيران الإمارات، على أهمية قطاع الطيران في ربط الإمارات بالعالم، موضحاً أن الشراكات الدولية تسهم بشكل كبير في تعزيز الربط الجوي بين الإمارات وباقي دول العالم. كما أشار إلى الرؤية الاستباقية للقيادة الإماراتية التي كانت الأساس لتحقيق هذه الإنجازات الكبيرة، مؤكداً على التزام الدولة بتقديم الأفضل دائماً لضمان استمرار دورها كمحور عالمي للطيران.

من جانبه، أكد عبدالله بن طوق المري، وزير الاقتصاد ورئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للطيران المدني، أن يوم الطيران المدني يمثل فرصة للاحتفاء بالجهود الرائدة التي جعلت من الإمارات واحدة من الدول الرائدة في قطاع الطيران. وأضاف أن القطاع يشكل اليوم دعامة رئيسية للاقتصاد الوطني، حيث يسهم بما يصل إلى 13.3% من الناتج المحلي الإجمالي. كما أشار إلى التوقعات المستقبلية التي تشير إلى أن سوق النقل الجوي في الإمارات ستشهد نمواً بنسبة 170% بحلول عام 2037، مما سيزيد من مساهمة القطاع في الناتج القومي ويوفر 1.4 مليون وظيفة.

بنية تحتية عالمية المستوى

محمد علي الشرفاء، رئيس دائرة البلديات والنقل في أبوظبي، أكد خلال الاحتفالية أن الإمارات تفتخر ببنية تحتية تُعد من بين الأفضل عالمياً، مشيراً إلى أن مطار زايد الدولي يُعتبر مثالاً على المطارات الحديثة التي تتميز بتصميمات عالمية المستوى. وأضاف أن هذه الإنجازات تعكس الجهود المبذولة لتطوير القطاع، وتؤكد على مكانة الإمارات كوجهة عالمية في مجال الطيران.

نجاحات مستمرة واتفاقيات دولية

سيف محمد السويدي، مدير عام الهيئة العامة للطيران المدني، أوضح أن الإمارات تتصدر المرتبة الأولى عالمياً في عدد اتفاقيات النقل الجوي، حيث وقعت الدولة 189 اتفاقية تعاون جوي مع دول حول العالم. هذه الاتفاقيات لا تساهم فقط في تعزيز الربط الجوي، بل تدعم أيضاً تنافسية الدولة في هذا القطاع المهم.

وأضاف السويدي أن يوم الطيران المدني الإماراتي هو فرصة للاحتفاء بالنجاحات المتتالية التي حققها القطاع، بدءاً من تطوير البنية التحتية للمطارات، وصولاً إلى السمعة التنافسية التي تحظى بها ناقلات الإمارات الوطنية.

مستقبل واعد

تعد هذه الإنجازات المتميزة مجرد بداية لمسيرة طويلة من التطور والنجاح، حيث يتوقع أن يستمر قطاع الطيران في الإمارات في تحقيق المزيد من النجاحات على الصعيدين المحلي والدولي. ومع الرؤية المستقبلية للقيادة الإماراتية، والاهتمام المتزايد بتطوير البنية التحتية وتعزيز التعاون الدولي، يبقى قطاع الطيران في الإمارات واحداً من أهم المحركات الداعمة للاقتصاد الوطني ولتعزيز مكانة الدولة على الخارطة العالمية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى