-- سلايدر --وجهات سياحية

مؤشر السياحة العالمية للأمم المتحدة: انتعاش قوي في أعداد السياح الدوليين

في سياق الجهود المستمرة لمتابعة تطورات السياحة العالمية، أصدرت الأمم المتحدة تقريرًا جديدًا عن مؤشر السياحة العالمية، والذي يراقب بشكل دوري اتجاهات السياحة قصيرة الأجل، يهدف هذا التقرير إلى تزويد أصحاب المصلحة في قطاع السياحة بتحليل شامل ومحدث حول حالة السياحة الدولية.

تفاصيل التقرير ودوره في قطاع السياحة

يتم نشر تقرير مؤشر السياحة العالمية أربع مرات سنويًا، حيث يتضمن تحليلًا مفصلًا لأحدث البيانات المتعلقة بالوجهات السياحية الدولية (السياحة الوافدة) والأسواق المصدرة (السياحة الصادرة).

كما يقدم المقياس مؤشر ثقة يستند إلى استطلاع آراء لجنة خبراء السياحة التابعة للأمم المتحدة، مما يوفر تقييمًا حول الأداء الأخير وآفاق السياحة الدولية على المدى القصير.

تستفيد الدول الأعضاء والدول المنتسبة في منظمة الأمم المتحدة للسياحة من مقياس السياحة العالمية كجزء من خدمات الدعم التي تقدمها الأمم المتحدة، مما يعزز قدرة هذه الدول على فهم الاتجاهات الحالية والتخطيط بشكل أفضل لمستقبل السياحة.

عودة قوية للسياح الدوليين

تظهر التقديرات الأخيرة أن أعداد السياح الدوليين وصلت إلى 96% من مستويات ما قبل الجائحة خلال الفترة من يناير إلى يوليو 2024. حيث سافر حوالي 790 مليون سائح دوليًا في الأشهر السبعة الأولى من العام، مما يمثل زيادة تقدر بنحو 11% مقارنة بعام 2023، رغم أنها أقل بنسبة 4% مقارنة بعام 2019.

يعود هذا الانتعاش إلى الطلب القوي في معظم المناطق، واستمرار التعافي في وجهات منطقة آسيا والمحيط الهادئ، بالإضافة إلى زيادة الاتصال الجوي وتسهيل إجراءات الحصول على التأشيرات.

التحليل الإقليمي

أظهرت البيانات أن منطقة الشرق الأوسط كانت الأكثر نموًا، حيث ارتفعت أعداد الوافدين الدوليين بنسبة 26% مقارنة بعام 2019. أما أفريقيا فقد استقبلت 7% من السياح أكثر من نفس الفترة من عام 2019.

وفي الوقت نفسه، تعافت أوروبا والأمريكتان بنسبة 96% و97% على التوالي من أعداد الوافدين قبل الجائحة، في حين سجلت منطقة آسيا والمحيط الهادئ 82% من مستويات عام 2019.

وعند النظر إلى المناطق الفرعية، كانت منطقة شمال أفريقيا الأكثر أداءً، مع زيادة بنسبة 21% في عدد الوافدين الدوليين مقارنة بما قبل الجائحة. تلتها أمريكا الوسطى (+19%)، ثم منطقة البحر الكاريبي وجنوب أوروبا والبحر الأبيض المتوسط (+9%).

عائدات السياحة ونمو الناتج المحلي

تشير البيانات المنقحة لعام 2023 إلى أن عائدات التصدير من السياحة الدولية ستصل إلى 1.8 تريليون دولار أمريكي، مما يعكس استقرارًا ملحوظًا مقارنة بمستويات ما قبل الجائحة (-1% بالقيمة الحقيقية مقارنة بعام 2019).

كما تعافى الناتج المحلي الإجمالي المباشر للسياحة ليصل إلى ما يقدر بحوالي 3.4 تريليون دولار أمريكي، وهو ما يعادل 3% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.

توقعات مستقبلية وتحديات قائمة

تشير توقعات مؤشر الأمم المتحدة لثقة السياحة إلى آفاق إيجابية لبقية العام، حيث سجلت 120 نقطة للفترة من سبتمبر إلى ديسمبر 2024. ومع ذلك، تعد هذه النتيجة أقل من التوقعات السابقة التي بلغت 130 نقطة، مما يبرز التحديات المستمرة التي يواجهها القطاع.

وفي هذا السياق، أشارت لجنة خبراء السياحة التابعة للأمم المتحدة إلى أن التضخم في السفر والسياحة، وخاصة الزيادات في أسعار النقل والإقامة، يمثل التحدي الرئيسي الذي يواجه القطاع حاليًا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى