انتعاش قوي للسياحة العالمية وفقًا لمؤشر الأمم المتحدة
يشهد قطاع السياحة العالمي انتعاشًا قويًا، حيث يقوم مؤشر السياحة العالمية التابع للأمم المتحدة بمراقبة الاتجاهات السياحية قصيرة الأجل بشكل دوري، لتزويد أصحاب المصلحة بتحليل محدث وشامل عن السياحة الدولية.
ينشر هذا التقرير أربعة مرات في السنة، متضمنًا تحليلًا لآخر البيانات المتعلقة بالوجهات السياحية (السياحة الوافدة) والأسواق المصدرة (السياحة الصادرة).
كما يشمل المقياس مؤشر ثقة يستند إلى استطلاع رأي لجنة خبراء السياحة التابعة للأمم المتحدة، والذي يقدم تقييمًا للأداء الأخير وآفاق السياحة الدولية على المدى القصير.
تستفيد الدول الأعضاء والأعضاء المنتسبون في منظمة الأمم المتحدة للسياحة من هذا المقياس كجزء من الخدمات المقدمة لهم، مما يعكس أهمية التعاون الدولي في مجال السياحة.
أعداد السياح تصل إلى 96% من مستويات ما قبل الجائحة
تشير التقديرات إلى أن أعداد السياح الدوليين حققت قفزة ملحوظة، حيث بلغ عددهم 790 مليون سائح في الأشهر السبعة الأولى من عام 2024، ما يمثل زيادة بنسبة 11% مقارنة بالعام الماضي، إلا أنه لا يزال أقل بنسبة 4% مقارنة بعام 2019.
وقد كانت هذه النتائج مدفوعة بالطلب القوي في معظم المناطق، مع استمرار تعافي وجهات السفر في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وزيادة الاتصال الجوي، وتسهيل الحصول على التأشيرات.
في التفاصيل، تعتبر منطقة الشرق الأوسط هي المنطقة الأكثر نموًا، حيث ارتفعت أعداد الوافدين الدوليين بنسبة 26% مقارنة بمستويات عام 2019. كما شهدت أفريقيا زيادة بنسبة 7% في أعداد السياح الدوليين مقارنة بنفس الأشهر من العام 2019.
استعادة مستويات ما قبل الجائحة في أوروبا والأمريكتين
أظهرت البيانات أن أوروبا والأمريكتين قد استعادتا ما يقرب من 96% و97% من أعداد الوافدين الدوليين مقارنة بالفترات السابقة للجائحة خلال الأشهر السبعة الأولى من عام 2024، في حين سجلت منطقة آسيا والمحيط الهادئ 82% من مستويات عام 2019.
وعلى المستوى الإقليمي، حققت منطقة شمال أفريقيا أقوى أداء، مع زيادة قدرها 21% في أعداد الوافدين الدوليين مقارنة بما قبل الجائحة، تليها أمريكا الوسطى (+19%) ومنطقة البحر الكاريبي وجنوب أوروبا والبحر الأبيض المتوسط (+9% لكليهما).
عائدات السياحة والاقتصاد العالمي
تشير البيانات المنقحة لعام 2023 إلى أن عائدات السياحة الدولية ستبلغ حوالي 1.8 تريليون دولار أمريكي، وهو مستوى قريب جدًا من ما قبل الجائحة، حيث لا يُظهر سوى انخفاض طفيف بنسبة 1% بالقيمة الحقيقية مقارنة بعام 2019.
بالإضافة إلى ذلك، تعافى الناتج المحلي الإجمالي المباشر من السياحة ليصل إلى حوالي 3.4 تريليون دولار، ما يعادل 3% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.
توقعات إيجابية رغم التحديات الراهنة
من خلال تحليل مؤشر الأمم المتحدة لثقة السياحة، تبدو التوقعات إيجابية للفترة المتبقية من العام، حيث سجل المؤشر 120 نقطة للفترة من سبتمبر إلى ديسمبر 2024، رغم أنه أقل من توقعات الفترة السابقة التي بلغت 130 نقطة.
مع ذلك، أشارت لجنة خبراء السياحة التابعة للأمم المتحدة إلى أن التضخم في قطاع السفر، وخاصة ارتفاع أسعار النقل والإقامة، يشكل التحدي الرئيسي الذي يواجه السياحة في الوقت الراهن.
يتضح من جميع هذه المؤشرات أن السياحة العالمية على مسار التعافي، مما يعكس القدرة المستمرة للقطاع على التكيف مع التغيرات وتحقيق النمو على الرغم من التحديات القائمة.