إيقاف الخطوط الجوية البريطانية رحلاتها إلى الكويت في مارس 2025 وسط تحديات تشغيلية واقتصادية
أعلنت الخطوط الجوية البريطانية رسميًا عن قرارها إيقاف جميع رحلاتها الجوية من لندن إلى الكويت اعتبارًا من مارس 2025، وذلك بشكل غير محدد زمنيًا.
يأتي هذا القرار بعد سلسلة من التحديات التشغيلية والاقتصادية التي واجهت الشركة، مما جعل استمرار الرحلات إلى الكويت غير مجدٍ من الناحية المالية.
في تصريح خاص لموقع Pyok المتخصص في أخبار السفر، كشف مصدر مطلع أن السبب الرئيسي وراء هذا القرار هو مشكلات مستمرة في محركات “رولز رويس” التي تشغل طائرات الشركة من طراز بوينغ 787 دريملاينر، مما أثر على انتظام الخدمات الجوية للشركة.
وأوضح المصدر أن الصعوبات التقنية التي تواجهها محركات “رولز رويس” أدت إلى زيادة كبيرة في تكاليف الصيانة والتشغيل، وهو ما أثر سلبًا على ربحية بعض الخطوط الجوية للشركة.
إضافة إلى التحديات التقنية، جاء القرار مدفوعًا بانعدام الجدوى الاقتصادية لتشغيل الرحلات إلى الكويت، حيث أشارت الشركة إلى أن تغيرات اقتصادية وقانونية في الكويت لم تعد تتماشى مع معايير بعض الشركات العالمية الكبرى، مما دفع الخطوط الجوية البريطانية إلى إعادة تقييم استراتيجياتها التشغيلية في السوق الكويتي.
ويأتي قرار وقف الرحلات إلى الكويت بعد أن أوقفت الشركة سابقًا رحلاتها المباشرة إلى العاصمة الصينية بكين، وقامت بتقليص رحلاتها إلى هونغ كونغ بمعدل النصف، مما يعكس توجهاً لإعادة توزيع مواردها نحو وجهات أكثر ربحية.
لم يقتصر هذا النهج على الكويت وحدها، ففي الشهر الماضي، أعلنت الخطوط الجوية البريطانية تأجيل عودتها المنتظرة إلى العاصمة الماليزية كوالالمبور لمدة ستة أشهر إضافية.
ويأتي هذا التأجيل ضمن خطة الشركة لإعادة ترتيب أولوياتها، حيث تركز على تحسين خدماتها للوجهات التي تحقق عائدًا اقتصاديًا أكبر.
وتشير هذه الخطوات إلى أن الشركة البريطانية تقوم حاليًا بإعادة تنظيم استراتيجياتها بهدف تحسين الكفاءة المالية والتركيز على الوجهات ذات الطلب المرتفع.
وليس الخطوط الجوية البريطانية وحدها من اتخذت قراراً مماثلاً، إذ أعلنت شركتا “لوفتهانزا” الألمانية و”كي إل إم” الهولندية، في أغسطس الماضي، عن إيقاف رحلاتها إلى الكويت أيضًا.
وأرجعت الشركتان هذا القرار إلى نقص القدرة الاستيعابية الناتج عن تأخر تسليم الطائرات من المصنّعين، بالإضافة إلى الجدوى الاقتصادية المتدنية التي واجهتها هذه الخطوط في السنوات الأخيرة.
تُظهر هذه التحركات المتتابعة تحديات مشتركة تواجهها شركات الطيران العالمية في تشغيل خطوط جوية باتجاه الكويت، وهو ما يشير إلى تعقيدات متزايدة تواجهها شركات الطيران في المنطقة.
وعلى الرغم من أن شركة الخطوط الجوية البريطانية لم تعلن عن خطط بديلة لخدمة الركاب المتوجهين إلى الكويت، إلا أنها ستعمل على تقديم خيارات بديلة من خلال رحلات الترانزيت مع شركات شريكة، أو عبر تزويد المسافرين بمعلومات حول خيارات السفر الأخرى.
يُذكر أن السوق الكويتي واجه خلال السنوات الأخيرة العديد من التحديات بالنسبة لشركات الطيران الدولية، مما دفع بعضها إلى إعادة النظر في جدوى استمرار تشغيل خطوطها باتجاه الكويت.