-- سلايدر --الأخبار

السعوديون يدعمون السفر المستدام لعام 2025 نحو سياحة تراعي البيئة وتبتعد عن الوجهات التقليدية

 

تشهد توجهات المسافرين السعوديين تغيرات ملحوظة مع ازدياد الاهتمام بالسفر المستدام وتفضيل الوجهات التي تراعي الاعتبارات البيئية.

وكشف تقرير “هيلتون” لعام 2025 حول اتجاهات السفر أن 82% من السعوديين يفضلون اختيار وجهات تلتزم بمعايير الاستدامة وحماية البيئة، ما يؤكد التحول المتزايد نحو السفر الواعي والمسؤول.

وتشير بيانات التقرير إلى أن السعوديين لا يزالون متحمسين لخوض مغامرات جديدة سواء داخل المملكة أو خارجها، حيث يخطط نحو نصفهم للقيام برحلات استجمام خلال العام المقبل، مع تفضيل وجهات غير تقليدية وبعيدة عن الوجهات المزدحمة.

هذه الرغبة في استكشاف مناطق مميزة وجديدة تُظهر التحول الذي يطرأ على ميول السعوديين نحو تجارب سياحية فريدة خارج النطاقات المعتادة.

اهتمام متزايد بالاستدامة والممارسات البيئية

ما يميز توجهات السفر لعام 2025 هو تزايد الوعي لدى السعوديين بأهمية الاستدامة البيئية أثناء رحلاتهم. ويبرز التقرير أن 82% من السعوديين باتوا يفضلون الوجهات التي تراعي الحفاظ على البيئة، ويبحثون عن خيارات سياحية تقدم أنشطة وأماكن تتجنب التأثيرات البيئية السلبية.

ويؤكد هذا التوجه حرص المسافرين السعوديين على المساهمة في جهود حماية البيئة، ليس فقط من خلال اختيار الوجهات، بل أيضًا من خلال البحث عن الإرشادات البيئية من الفنادق وشركات السفر.

وأعرب 78% من المسافرين السعوديين عن أهمية تلقيهم معلومات من الفنادق التي يختارونها حول سياسات الاستدامة التي تتبناها، إذ يسعى هؤلاء المسافرون إلى فهم الإجراءات البيئية التي تتبعها المؤسسات السياحية للمساهمة في الحفاظ على الطبيعة.

يعكس ذلك التزامًا واضحًا لدى السعوديين بالسفر المسؤول والمشاركة في الأنشطة السياحية التي تعزز حماية الموارد البيئية.

دور السياحة السعودية في دعم الاستدامة

ومع تزايد إقبال السعوديين على الوجهات المستدامة، شهد قطاع السياحة في المملكة تطورًا ملموسًا على مستوى البرامج والمبادرات التي تدعم الحفاظ على البيئة، فالسعودية، التي تطمح لأن تصبح وجهة سياحية رائدة، تبذل جهودًا متواصلة لتطوير مشروعات سياحية تلتزم بمبادئ الاستدامة العالمية، وتحرص على تقليل البصمة الكربونية للأنشطة السياحية سواء كانت داخلية أو خارجية، ما يجعل المملكة رائدة في هذا المجال في المنطقة.

ولتحقيق هذه الأهداف، بدأت الجهات المعنية في المملكة في تحسين البنية التحتية السياحية لتتماشى مع المعايير البيئية المتقدمة، حيث يتضمن ذلك تطوير منشآت تعمل على الطاقة النظيفة وتقديم خيارات إقامة صديقة للبيئة. هذا التوجه يعزز من فرص السعودية في أن تصبح نموذجًا يُحتذى به إقليميًا وعالميًا في مجال السياحة المستدامة.

تحديات وفرص أمام قطاع السياحة

مع تصاعد الطلب على السياحة البيئية، تواجه المملكة تحديات مرتبطة بتلبية احتياجات السياح المهتمين بالاستدامة وتطوير خيارات متكاملة تلبي تطلعات المسافرين.

ويتطلب هذا من الشركات السياحية السعودية الارتقاء بمستوى الخدمات التي تقدمها لتلائم المعايير البيئية الدولية، مع توسيع نطاق الوعي بأهمية السياحة المستدامة.

وعلى الرغم من التحديات المرتبطة بتنفيذ مثل هذه البرامج البيئية، توفر السياحة المستدامة فرصًا كبيرة للسعودية لتعزيز دورها على الساحة الدولية كوجهة للسياح الباحثين عن مغامرات ذات طابع بيئي ومسؤول.

وتستطيع المملكة من خلال دمج الاستدامة في برامجها السياحية، سواء على مستوى الوجهات الداخلية أو الرحلات الدولية، أن تحقق تقدمًا كبيرًا في تطوير السياحة البيئية وجذب فئات متنوعة من المسافرين المهتمين بالمحافظة على البيئة.

تكامل السياحة المستدامة مع المجتمع المحلي

أحد الجوانب المهمة التي رصدها التقرير هو حرص المسافرين السعوديين على التواصل مع المجتمع المحلي في الوجهات التي يزورونها، فقد أظهر 81% من المسافرين السعوديين رغبتهم في استكشاف ثقافات وتراث الوجهات، مما يشجع على تطوير برامج سياحية تقدم تجارب تتخطى السياحة النمطية، وتتيح للسعوديين الانخراط في أنشطة تعزز التواصل مع الثقافات المحلية.

كما يسعى قطاع السياحة في المملكة إلى تقديم عروض سياحية تعكس طابع الحياة اليومية للمجتمعات المضيفة، ما يتيح للمسافرين التعرف على عادات وتقاليد المجتمعات المحلية والاستمتاع بتجارب فريدة تنأى عن الأنشطة السياحية التقليدية.

الأطفال ودورهم في صنع قرارات السفر

لا يقتصر التوجه نحو الاستدامة على الشباب والبالغين فقط، إذ يُظهر التقرير حرص العائلات السعودية على أن تكون تجارب السفر فرصة لتعليم الأبناء وتقديم تجارب ثرية لهم.

ويتجلى هذا في إشراك الأطفال في اتخاذ قرارات السفر واختيار الوجهات التي تتناسب مع اهتماماتهم، مما يضفي بُعدًا عائليًا لتجارب السفر ويعزز الروابط بين الأجيال.

يحرص السعوديون من مختلف الأعمار، وخاصة الأسر، على اختيار وجهات تقدم لهم ولأبنائهم تجارب تعليمية وممتعة في الوقت نفسه، ما يسهم في نقل قيم الاهتمام بالبيئة للأجيال القادمة، ويجعل من السفر فرصة لتعزيز المسؤولية البيئية.

مستقبل مشرق للسياحة المستدامة في السعودية

توقعات قطاع السياحة في المملكة إيجابية، إذ يعزز توجه المسافرين السعوديين نحو الوجهات المستدامة من تطور السياحة البيئية في المملكة.

ومع الجهود المبذولة لتطوير بنية تحتية سياحية تراعي البيئة، تسير السعودية بخطوات ثابتة نحو تحقيق مكانة رائدة في مجال السياحة المستدامة. وتقدم مبادرات المملكة في مجال الاستدامة فرصة كبيرة لجذب السياح الذين يبحثون عن تجارب فريدة تعكس قيمهم البيئية.

ختامًا، يعكس تقرير “هيلتون” لعام 2025 تحولًا ملحوظًا في عادات السفر لدى السعوديين، حيث باتوا أكثر وعيًا بالتأثيرات البيئية لرحلاتهم، ويسعون للاستمتاع بتجارب سياحية تساهم في حماية البيئة وتقديم نموذج يُحتذى به في مجال السياحة المستدامة على مستوى العالم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى