“جوجل” تطلق أداة ذكاء اصطناعي تقدم توقعات جوية دقيقة على مدى 15 يومًا
أعلنت شركة “جوجل” عن تطوير أداة جديدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي تُدعى “جين كاست”، والتي تتيح توقعات طقس دقيقة على مدى 15 يومًا.
هذه الأداة، التي طوّرها مختبر “ديب مايند” التابع لجوجل، تُعدُّ خطوة مهمة في مجال التنبؤات الجوية، خاصة في ظل تزايد حالات الكوارث المناخية حول العالم.
مع تزايد تأثيرات التغير المناخي، أظهرت “جين كاست” قدرة على تقديم توقعات دقيقة بشكل غير مسبوق، ما يساهم بشكل كبير في إنقاذ الأرواح وتوفير الوقت للتصدي للأزمات المناخية.
توقعات دقيقة للتصدي للكوارث المناخية
تُعتبر “جين كاست” نقلة نوعية في التنبؤات الجوية مقارنة بالنماذج التقليدية، وقد أظهرت الأداة الجديدة قدرة على تقديم توقعات دقيقة تفوق قدرات النموذج المرجعي المعتمد حاليًا في المركز الأوروبي للتنبؤات الجوية المتوسطة المدى (ECMWF)، الذي يُعد معيارًا عالميًا ويُصدر توقعات لأكثر من 35 دولة حول العالم.
فبحسب الاختبارات التي أجريت على 1320 كارثة مناخية مسجلة في عام 2019، أظهرت “جين كاست” تفوقًا في التنبؤات بنسبة تزيد عن 97%، مما يعكس دقتها المتفوقة.
ويصدر المركز الأوروبي حاليًا توقعاته التي تشمل درجة الحرارة وسرعة الرياح والضغط الجوي، ويستغرق وقتًا طويلًا يصل إلى عدة ساعات لتقديم تقرير شامل.
في المقابل، تتميز أداة “جين كاست” بقدرتها على إنتاج هذه التوقعات على مدار 15 يومًا في مدة لا تتجاوز ثماني دقائق فقط، بفضل اعتمادها على تقنيات الذكاء الاصطناعي المتطورة.
ويعد ذلك إنجازًا غير مسبوق في هذا المجال، حيث يُتوقع أن تسهم هذه الأداة في تحسين استجابة السلطات لتغيرات الطقس والمساعدة في اتخاذ قرارات أفضل وأكثر دقة في حالات الطوارئ.
تعتمد أداة “جين كاست” على خوارزميات الذكاء الاصطناعي التي تدرس بيانات تاريخية ومناخية شاملة تمتد عبر أربعة عقود (من 1979 إلى 2018)، وتستند إلى معطيات هامة تشمل درجات الحرارة وسرعة الرياح والضغط الجوي.
هذه المعطيات توفر صورة دقيقة عن التغيرات المناخية على المدى القصير والطويل، مما يسمح للأداة بتقديم توقعات موثوقة وواقعية في وقت سريع.
يُشار إلى أن هذه التقنية الجديدة تكتسب أهمية كبيرة في ظل التحديات التي تفرضها الكوارث المناخية المتزايدة، مثل الحرائق المفاجئة، وموجات الحرارة الشديدة، والأعاصير المدمرة، حيث يعكف العلماء والباحثون على تطوير أدوات للتنبؤ بشكل أدق، يساعد في التصدي لهذه المخاطر.
يتزايد الاهتمام بالطقس المتطرف حول العالم، في ظل تأثيرات التغير المناخي الناجم عن الأنشطة البشرية، ما يجعل الابتكارات مثل “جين كاست” ذات أهمية خاصة، فقد شهد العالم مؤخرًا العديد من الكوارث المرتبطة بالتغيرات المناخية، مثل حرائق الغابات التي اجتاحت هاواي في أغسطس الماضي، وأسفرت عن مقتل نحو 100 شخص، وكذلك موجات الحر المفاجئة في المغرب التي أدت إلى مقتل 21 شخصًا، وإعصار هيلين في الولايات المتحدة الذي أودى بحياة 237 شخصًا.
كانت السلطات في هذه الحالات قد تعرضت لانتقادات لعدم قدرتها على تنبيه السكان في الوقت المناسب بشأن المخاطر القادمة، وهو ما يسلط الضوء على أهمية توفر معلومات دقيقة وفي الوقت المناسب، من هنا، فإن الأداة الجديدة من “جوجل” توفر أملًا في تحسين فعالية الاستجابة للأزمات المناخية، وتقليل الأضرار الناتجة عنها.
مع تزايد حدة وتواتر الكوارث الجوية في السنوات الأخيرة، يبدو أن “جين كاست” توفر أداة قوية يمكن أن تعزز من استراتيجيات مواجهة الكوارث الطبيعية، فالدقة العالية التي تتمتع بها الأداة تفتح آفاقًا جديدة في علم التنبؤ بالطقس، وتسهم في توفير الوقت الكافي للتحضير لمواجهة الأحداث المناخية المتطرفة.
من خلال هذه الأداة، يمكن للسلطات المحلية والجهات المختصة الحصول على معلومات دقيقة حول الأحوال الجوية في فترة زمنية قصيرة، مما يسهل اتخاذ القرارات الفعالة لتقليل الخسائر البشرية والمادية.
ويبدو أن هذه الابتكارات التكنولوجية ستكون جزءًا من الحلول المستقبلية التي ستساهم في الحد من تأثيرات التغير المناخي، وتعزيز القدرة على التكيف مع الظروف البيئية المتغيرة.
وبالنظر إلى التحديات المناخية المتزايدة، ستكون مثل هذه الأدوات ضرورية للمساعدة في مواجهة الكوارث الطبيعية التي أصبحت أكثر انتشارًا وخطورة.