العلا.. شراكة استراتيجية بين المملكة المتحدة والسعودية لتعزيز التعاون الثقافي والسياحي
في خطوة تهدف إلى تعميق الروابط الثقافية بين المملكة العربية السعودية والمملكة المتحدة، أعلنت الهيئة الملكية لمحافظة العُلا عن توقيع شراكة استراتيجية مع بريطانيا لفتح آفاق جديدة في مجالات الثقافة والإعلام والرياضة والتراث، إلى جانب تعزيز قطاع السياحة في العُلا.
تأتي هذه المبادرة في إطار رؤية المملكة 2030، التي تهدف إلى بناء اقتصاد مزدهر ومستدام يعزز من مكانة المملكة على الساحة الدولية.
وتستند الشراكة الجديدة إلى تعاون ثلاثي بين الهيئة الملكية لمحافظة العُلا ووزارتي الثقافة والإعلام والرياضة ووزارة الأعمال والتجارة في المملكة المتحدة.
وتهدف هذه الشراكة إلى تبادل المعرفة والخبرات بين البلدين في مجالات متعددة، مثل السياحة والضيافة، إلى جانب التراث الثقافي والفنون، بما في ذلك تطوير وصيانة المواقع التاريخية وتحقيق التميز في البحث العلمي والتعليم.
وفي هذا السياق، تركز الشراكة على تمكين محافظة العُلا من استقطاب الاستثمارات الأجنبية، إضافة إلى توفير فرص تدريبية وتعليمية للمواطنين السعوديين.
وتهدف هذه البرامج إلى تطوير مهارات الشباب في العُلا عبر تدريبهم في مجالات متنوعة بما يعزز قدرتهم على المشاركة الفعالة في القطاعات الاقتصادية والثقافية المتطورة في المستقبل.
وقد أكدت عبير العقل، الرئيس التنفيذي المكلف للهيئة الملكية لمحافظة العُلا، أن هذه الاتفاقية تعتبر خطوة هامة نحو تعزيز مكانة العُلا كوجهة ثقافية وسياحية عالمية، مشيرة إلى أن الشراكة مع المملكة المتحدة ستساهم في تسريع خطط الهيئة لتطوير العُلا وجعلها واحدة من أهم مراكز الثقافة والتراث في العالم.
وأضافت العقل أن هذه المبادرة تسهم في خلق فرص جديدة لتبادل الخبرات والمعارف بين البلدين، ما سيؤدي إلى تعزيز المكانة العالمية للعُلا وزيادة حجم الاستثمارات فيها.
كما تركز الشراكة على الحفاظ على التراث الثقافي الفريد لمحافظة العُلا، بما في ذلك المواقع التاريخية مثل تيماء وخيبر، من خلال برامج متخصصة في الحفاظ على المعالم التاريخية والتراثية، مما يسهم في تحويل العُلا إلى أكبر متحف حي في العالم، وتستمر الهيئة في التعاون مع شركائها الدوليين، مثل الصين وفرنسا وإيطاليا، لتعزيز هذا الدور الريادي.
من جانبها، أبدت المملكة المتحدة استعدادها الكامل لدعم هذه المبادرة من خلال مشاركة الخبرات البريطانية في المجالات المختلفة، لا سيما في مجال الحفاظ على التراث الثقافي، حيث أكد رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، أن بلاده تسعى إلى تعزيز التعاون مع المملكة العربية السعودية في مجالات متعددة، بما في ذلك حماية التراث الثقافي في العُلا.
وأضاف أن بريطانيا تتطلع إلى فتح آفاق جديدة للتعاون في مجالات النمو الاقتصادي والفرص المهنية على الصعيدين المحلي والدولي.
وتشمل الشراكة بين المملكة المتحدة والمملكة العربية السعودية العديد من المبادرات التي تتعلق بإدارة المتاحف والمواقع التراثية، بالإضافة إلى دعم قطاع الفنون والموسيقى والأدب، وكذلك تطوير قطاع الأفلام والهندسة المعمارية والتصميم.
ويُتوقع أن تساهم هذه المبادرات في تعزيز مكانة العُلا كمركز ثقافي عالمي، ما سيسهم في استقطاب الزوار والسياح من مختلف أنحاء العالم.
تأتي هذه الخطوة بعد توقيع الهيئة الملكية لمحافظة العُلا في وقت سابق من هذا العام اتفاقية مع الأرشيف الوطني البريطاني، التي تهدف إلى تعزيز التعاون في مجال الأبحاث والأرشفة، بما يتماشى مع أهداف العُلا الاستراتيجية للحفاظ على التراث الثقافي وتوسيع أفق التعاون الدولي.