“قرية جازان التراثية”.. نافذة على الماضي ووجهة سياحية لموسم “شتاء جازان”
في قلب مدينة جيزان وعلى امتداد الكورنيش الجنوبي، تتألق “قرية جازان التراثية” كمعلم سياحي وثقافي يحتضن فعاليات موسم “شتاء جازان 2025”.
تمثل القرية منصة مفتوحة تروي حكايات الماضي وتعكس أصالة التراث المحلي وتنوعه، مما يجعلها وجهة جذابة للزوار الباحثين عن تجربة استثنائية تعكس الثقافة والتراث العريق للمنطقة.
معمار فريد يعكس تنوع المنطقة
على مساحة تبلغ 22 ألف متر مربع، تقدم “قرية جازان التراثية” رحلة في الزمن من خلال نماذج معمارية مميزة تجسد بيئات المنطقة المختلفة.
يعرض “البيت الجبلي” ملامح الحياة في الجبال، بتصميمه الذي يعكس القوة والصلابة، أما “العشة الطينية”، فتروي قصة البساطة التي امتزجت بالأناقة في تفاصيل الحياة اليومية، ولا يمكن إغفال “البيت الفرساني” الذي ينقل زواره إلى أجواء جزر فرسان، حيث البحر والصيد وحكايات اللؤلؤ التي كانت جزءًا أصيلًا من هوية المنطقة.
هذا التنوع المعماري يجعل القرية لوحة حية تتيح للزوار فهم أبعاد التراث الجيزاني، وتعزز لديهم الإحساس بالتاريخ الذي شكل ملامح هذه المنطقة.
إحياء الحرف التقليدية والفنون الشعبية
لا تقتصر “قرية جازان التراثية” على استعراض العمارة التقليدية فقط، بل توفر أيضًا منصة لدعم الحرفيين المحليين، تتيح القرية للحرفيين عرض منتجاتهم التقليدية، مثل السلال المصنوعة من الخوص، والفخار، والنسيج اليدوي، مما يعكس مهارات استثنائية متوارثة.
كما يتمكن الزوار من المشاركة في ورش العمل التفاعلية التي تسلط الضوء على أهمية هذه الحرف ودورها في تعزيز الهوية الثقافية.
وفي أجواء تعج بالألوان والإيقاعات، تحتضن القرية عروضًا فلكلورية مميزة تشمل الرقصات الشعبية مثل السيف، المعشى، الزامل، الربش، والعزاوي، هذه العروض لا تضيف فقط بعدًا ترفيهيًا لتجربة الزوار، بل تعكس أيضًا روح الفرح والاحتفاء التي تميز ثقافة المنطقة.
ملتقى تعليمي واجتماعي
تلعب “قرية جازان التراثية” دورًا بارزًا في غرس قيم التراث لدى الأجيال الجديدة، تُنظم فعاليات مخصصة للطلاب والطالبات، تتيح لهم التعرف عن قرب على حياة الأجداد وتجاربهم اليومية.
وتوفر القرية مساحة لتنفيذ البرامج التطوعية للجمعيات المختلفة، مما يسهم في تطوير المهارات المجتمعية وتعزيز روح التعاون بين الشباب.
إضافة إلى ذلك، تعد القرية مركزًا رئيسيًا للاحتفالات الوطنية والمناسبات الاجتماعية، حيث يتجمع السكان للاحتفاء بالأعياد والمناسبات في أجواء تعكس روح الترابط والتكاتف.
واجهة سياحية لموسم “شتاء جازان”
مع انطلاق موسم “شتاء جازان 2025″، تتحول القرية إلى وجهة رئيسية تستقطب الزوار من داخل المملكة وخارجها، وتقدم القرية تجربة متكاملة تجمع بين الترفيه والتثقيف، مما يجعلها رمزًا يعبر عن أصالة المنطقة وثرائها الثقافي.
“قرية جازان التراثية” ليست مجرد موقع سياحي، بل هي نافذة على الماضي تسلط الضوء على جماليات التراث الجيزاني وتنوعه، هي وجهة تجمع بين الأصالة والحداثة، وتتيح لزوارها فرصة استثنائية لاستكشاف التاريخ بطرق مبتكرة وتفاعلية.