فريق بحثي صيني يطور جهازاً محمولاً للكشف عن الأمراض في 30 دقيقة بدقة 95%
أعلن فريق من الباحثين في معهد “هاربين” للتكنولوجيا بالصين عن تطوير جهاز محمول جديد لاختبار الحمض النووي للكشف عن مجموعة من الأمراض.
هذا الجهاز يعد بمثابة اختراق تكنولوجي في مجال التشخيص الطبي، حيث يمكنه إجراء اختبار دقيق في غضون 30 دقيقة فقط مع تحقيق دقة تصل إلى 95%.
جهاز محمول للكشف عن الأمراض المتعددة
الجهاز الجديد يعتمد على رقاقة عالية الحساسية يمكنها اكتشاف عدة أمراض في آن واحد، وذلك باستخدام عينات متنوعة مثل المصل ومسحات البلعوم الأنفي.
وتهدف هذه التكنولوجيا إلى تسهيل تشخيص الأمراض بشكل سريع وفعال في الأماكن التي تتطلب سرعة التعامل مع حالات طبية، مثل المؤسسات الطبية، مراكز الحجر الصحي، ومواقع مراقبة الأمراض.
وأشارت وزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات الصينية إلى أن هذه التقنية تمثل تقدماً كبيراً في مجال التشخيص الطبي، حيث يمكن للجهاز أن يكشف في وقت واحد عن أمراض متعددة تشمل التهاب الكبد B وC، كوفيد-19، الإنفلونزا A، الفيروس الغدي، والإيدز.
وقد تم نشر نتائج الدراسة المتعلقة بهذا الجهاز في مجلة “تقدم العلوم”، وتم اختيار ورقة البحث الخاصة بالفريق كواحدة من الأبحاث الموصى بها في المجلة.
استخدام عينة سريرية لدقة النتائج
في إطار الدراسة، استخدم فريق البحث 120 عينة سريرية من المصل ومسحات البلعوم الأنفي، التي تم جمعها لتقييم فعالية الجهاز في تشخيص مجموعة من الأمراض.
وبينت النتائج أن الجهاز يمكنه تقديم تشخيص دقيق بسرعة كبيرة، ما يجعل منه أداة قوية تسهم في تحسين سرعة الاستجابة الطبية في الحالات الطارئة.
أهمية الجهاز في تسريع التشخيص الطبي
يمكن أن يكون للجهاز تأثير كبير على العديد من مجالات الرعاية الصحية، خصوصاً في مواجهة الأوبئة والأمراض المعدية التي تتطلب اختباراً سريعاً وموثوقاً، ولأن الجهاز محمول، فإنه يوفر مزيداً من المرونة في استخدامه في المواقع التي تفتقر إلى البنية التحتية الطبية المتقدمة.
كما أن تقنياته المتطورة تتيح للمؤسسات الطبية اختبار مجموعة متنوعة من الأمراض في وقت واحد دون الحاجة إلى مختبرات معقدة.
دور الجهاز في مكافحة الأمراض المستقبلية
في ظل تزايد الحاجة إلى أساليب تشخيص سريعة وفعّالة في مواجهة الأزمات الصحية العالمية مثل جائحة كوفيد-19، فإن هذا الجهاز يمثل خطوة هامة نحو تحسين استجابة النظام الصحي للأوبئة المستقبلية. يعزز هذا الابتكار من قدرة البلدان على التحكم في انتشار الأمراض المعدية من خلال تسريع وقت الاستجابة للكشف عنها وعلاجها.
ابتكار آخر في مجال الفيروسات
في نفس السياق، أعلن فريق آخر من الباحثين في معاهد “شنتشن” للتكنولوجيا المتقدمة، التابعة للأكاديمية الصينية للعلوم، عن اكتشاف جديد حول أنماط انتقال الفيروسات باستخدام تقنيات البيولوجيا الاصطناعية.
وركزت الدراسة على حركة بكتيريا الإشريكية القولونية والعاثية “M13″، حيث أظهرت النتائج أن حركة الحيوانات لا تسرع بالضرورة من انتشار الفيروسات كما كان يُعتقد سابقاً.
وقد وجدت الأبحاث أن بعض الحيوانات، مثل الفراشات الملكية، لديها احتمالية أقل للإصابة بالمرض أثناء الهجرة لمسافات طويلة.
الاستفادة المستقبلية للتقنيات الجديدة
تهدف هذه الأبحاث إلى تحسين الفهم حول كيفية انتقال الفيروسات، مما يمكن أن يسهم في تطوير استراتيجيات أفضل للوقاية من الأوبئة المستقبلية، حيث استخدم الباحثون بكتيريا الإشريكية القولونية والعاثية “M13” لبناء نظام تفاعل بين المضيف والفيروس في بيئة مختبرية، هذه الاكتشافات قد تؤدي إلى تحسين طرق الوقاية والتعامل مع الفيروسات في المستقبل.
تشير هذه التطورات التكنولوجية إلى التقدم الكبير الذي تحققه الصين في مجال البحث الطبي والتقنيات الحيوية، جهاز الكشف المحمول الجديد يمثل خطوة كبيرة نحو تحسين فعالية التشخيص الطبي في ظل التحديات الصحية المتزايدة.
وفي الوقت نفسه، تساهم الأبحاث الأخرى في تحسين فهمنا حول الفيروسات وآليات انتقالها، مما يعزز قدرة الأنظمة الصحية على التصدي للأوبئة في المستقبل.