-- سلايدر --طيران

إعادة تشغيل الرحلات الجوية بين دمشق وحلب بعد انتهاء حقبة الأسد

أقلعت، يوم الأربعاء 18 ديسمبر 2024، أول رحلة جوية من مطار دمشق الدولي إلى مدينة حلب شمال سوريا، في خطوة بارزة بعد انهيار نظام بشار الأسد.

هذه الرحلة، التي تنظمها الخطوط الجوية السورية، تمثل بداية لمرحلة جديدة في تاريخ الطيران السوري، بعدما توقفت الرحلات الجوية لفترة طويلة نتيجة الأحداث السياسية والدمار الذي شهده القطاع جراء الحرب المستمرة منذ أكثر من عقد.

تمثل هذه الرحلة أكثر من مجرد تحرك اقتصادي. هي رمز لتجدد الأمل في بلاد عانت من سنوات من النزاع الدموي الذي أطاح بالكثير من البنى التحتية.

وكانت هذه الخطوة ممكنة بفضل استئناف عمل مطار دمشق الدولي بعد أن أغلق في الثامن من ديسمبر 2024 بسبب تطورات سياسية وأمنية حاسمة.

وكشف مراسل وكالة الأناضول أن المطار شهد استعدادات كبيرة لاستعادة الحركة الجوية بعد الإغلاق القصير، مما أعطى دفعة قوية لاستئناف العمليات.

الحفل الذي رافق هذه الرحلة كان ملحوظاً في مطار دمشق، حيث تجمع العديد من المواطنين السوريين للاحتفال بهذا الحدث الذي يفتح آفاقاً جديدة للنقل الداخلي في البلاد.

كانت الطائرة التابعة للخطوط الجوية السورية تزين السماء في هذه الرحلة التاريخية، التي تعتبر الأولى منذ سقوط نظام حزب البعث بقيادة بشار الأسد، في خطوة قد تساهم في استعادة التواصل بين المدن السورية الكبرى التي شهدت تهجيراً جماعياً جراء الحرب.

في 8 ديسمبر من هذا العام، تم الإعلان عن سيطرة فصائل سورية على العاصمة دمشق بعد انهيار قوات النظام، لتبدأ مرحلة جديدة في تاريخ سوريا السياسي.

هذا التغيير جاء بعد أشهر من المعارك الشرسة في مناطق مختلفة من البلاد، وانسحاب القوات الحكومية من العديد من الأماكن المهمة.

ومع تدمير الكثير من المنشآت الحيوية، يأتي استئناف الطيران كإشارة إلى بداية مرحلة إعادة الإعمار، رغم الصعوبات العديدة التي تواجهها البلاد.

الطيران بين دمشق وحلب له أهمية خاصة، إذ أن حلب تعتبر ثاني أكبر محافظة في سوريا وأحد أبرز مراكز التجارة والصناعة في البلاد قبل الحرب.

كانت المدينة قد تعرضت لدمار كبير خلال النزاع، ما جعلها واحدة من أكثر المدن تأثراً بالأحداث. وعليه، فإن إعادة فتح الرحلات الجوية بين المدينتين يعكس محاولة لاستعادة جزء من البنية التحتية والخدمات الأساسية التي تضررت بشدة.

منذ بداية الأزمة السورية في عام 2011، مرّت البلاد بتحولات كبيرة. اندلعت الاحتجاجات الشعبية ضد نظام بشار الأسد، حيث تعرضت لرد فعل عنيف من القوات الأمنية.

ومع مرور الوقت، تحولت الاحتجاجات إلى نزاع مسلح دخلت فيه أطراف متعددة، بما في ذلك إيران وروسيا وحزب الله اللبناني الذين دعموا النظام السوري، بينما دعمت تركيا ودول أخرى المعارضة المسلحة.

في تلك الفترة، شهدت سوريا أيضاً تنامي الجماعات الجهادية التي وجدت في النزاع فرصة لتحقيق أهدافها، لكن رغم الصعوبات والمعارك المستمرة، فإن سيطرة الفصائل السورية على العاصمة دمشق في ديسمبر 2024 وإعلان نهاية حكم الأسد هو تحول دراماتيكي في تاريخ البلاد.

رغم أن التحديات الاقتصادية والاجتماعية تبقى حاضرة، إلا أن استئناف الرحلات الجوية بين دمشق وحلب قد يساهم في تعزيز حركة الأشخاص والسلع بين المدن السورية الكبرى، هذه الخطوة تأتي في وقت تتصاعد فيه الحاجة إلى مشاريع إعادة الإعمار واستعادة الروح الاقتصادية للبلاد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى