الإمارات تواصل ريادتها في إدراجات الشركات في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا
للعام الثالث على التوالي
تواصل الإمارات تصدر قائمة إدراجات الشركات في منطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا للعام الثالث على التوالي، متفوقة على العديد من الأسواق المالية العالمية.
وأكد تقرير حديث لوكالة بلومبرج أن الإمارات تُعتبر واحدة من أفضل عشرة أماكن لبيع الأسهم عالمياً، وهو إنجاز يعكس قوة الاقتصاد المحلي وثقة المستثمرين في السوق الإماراتي.
وفقاً للتقرير، فإن الإمارات تسير على مسار ثابت نحو تحقيق مزيد من النجاح في مجال الاكتتابات العامة الأولية (IPO)، حيث من المتوقع أن تستمر هذه الديناميكية خلال العام المقبل.
ويشير التقرير إلى أن الإمارات تواصل جذب عدد من الشركات الكبرى للإدراج في أسواقها، حيث تشمل الاكتتابات المحتملة في العام المقبل أربع شركات بارزة، من أبرزها “طيران الاتحاد”، والتي ستكون أول شركة طيران خليجية تطرح أسهمها في أسواق المال الخليجية.
كما تشمل الشركات المتوقعة للطرح في الأسواق الإماراتية، موقع الإعلانات المبوبة “دوبيزل”، وشركة “دبي القابضة”، التي تخطط لطرح محفظتين عقاريتين عبر صناديق استثمار عقارية، بالإضافة إلى شركة تقدم خدمات تكنولوجيا المعلومات.
يُظهر التقرير كذلك أن الشركات في منطقة الشرق الأوسط قد جمعت نحو 13 مليار دولار من الاكتتابات العامة الأولية في عام 2024، ليكون هذا العام هو ثاني أفضل عام منذ بداية جائحة كورونا.
ويعكس هذا النجاح استمرار الاهتمام الكبير بالاستثمار في الأسواق المالية في المنطقة، ويدعو إلى التفاؤل بشأن مزيد من النشاط في هذا القطاع في المستقبل القريب.
أظهرت الاكتتابات الخليجية هذا العام قوة كبيرة، حيث كانت أكبر ثلاث عروض خليجية هي طلبات القابضة في سوق دبي المالي، وأوكيو للتنقيب والإنتاج في سلطنة عمان، ولولو للتجزئة في سوق أبوظبي للأوراق المالية، وهذه الاكتتابات ليست سوى بداية لعديد من الإدراجات التي من المتوقع أن تشهدها المنطقة في الأعوام المقبلة.
علاوة على ذلك، تسعى سلطنة عمان إلى خصخصة العديد من الأصول الكبرى، بما في ذلك شركة الخدمات اللوجستية “أسياد” وشركة “عمان لنقل الكهرباء”، في خطوة تهدف إلى زيادة جذب الاستثمارات وتوسيع قاعدة الاقتصاد الوطني، كما تخطط شركة “OQ” العمانية لتنفيذ المزيد من الإدراجات في السنوات القادمة.
في السعودية، من المتوقع أن تشهد البلاد سلسلة من الاكتتابات العامة الأولية خلال العام المقبل، بما في ذلك شركة الطيران منخفضة التكلفة “فلاي ناس”، وشركة “تابي” المتخصصة في حلول التكنولوجيا المالية، بالإضافة إلى شركة “إجادة” العاملة في قطاع التكنولوجيا، وتعتبر هذه الاكتتابات جزءاً من رؤية المملكة 2030 التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد الوطني وتعزيز القطاعات غير النفطية.
بينما يعزز النشاط المكثف للاكتتابات العامة الأولية في الولايات المتحدة وأوروبا من الفرص الاستثمارية المتاحة، يظل الخليج العربي في موقع استراتيجي لجذب مزيد من الأموال الدولية، فالعوامل الاقتصادية والسياسية في المنطقة، بالإضافة إلى سياسات الحكومات الخليجية التي تدعم بيئة الأعمال، تجعل من أسواق المنطقة وجهة رئيسية للمستثمرين الدوليين الباحثين عن فرص جديدة.
تشير هذه التطورات إلى أن الإمارات والشرق الأوسط بشكل عام يستمران في تعزيز مكانتهما كمراكز مالية رائدة، مع استمرار تدفق الاستثمارات المحلية والدولية.
وتعتبر هذه الوتيرة السريعة للاكتتابات في الخليج بمثابة علامة على الثقة المتزايدة في أسواق المنطقة، مما يعزز من فرص النمو الاقتصادي المستدام.