“عودة أزهار الحارة”.. جمال الطبيعة يزدهر في الحدود الشمالية
شهدت منطقة الحدود الشمالية بالمملكة تحولاً لافتاً في المشهد الطبيعي مع ظهور الأزهار البرية والنباتات الموسمية التي أضفت جمالاً استثنائياً على البيئة الصحراوية.
هطول الأمطار المبكرة هذا العام أسهم بشكل مباشر في عودة نباتات كانت قد غابت عن الأنظار لسنوات، أبرزها نبات “الحارة”، الذي عاد للظهور بأعداد قليلة، ليشكل رمزاً للتنوع البيئي الفريد في المنطقة.
إحياء الطبيعة والتنوع النباتي
تشتهر منطقة الحدود الشمالية بتنوعها الطبيعي الذي يشمل نباتات وأزهاراً موسمية وحولية تتكيف مع البيئة الصحراوية القاسية، نبات “الحارة”، الذي يُعرف بأزهاره الصفراء العطرة، برز كواحد من تلك النباتات المميزة.
يبلغ طول هذه النبتة الحولية حوالي نصف متر، وتتميز أوراقها بشعيرات دقيقة تحفظ الرطوبة وتحميها من الجفاف، ما يجعلها قادرة على الصمود في ظروف بيئية صعبة.
“الحارة” لها أسماء متعددة في مناطق مختلفة، منها “عفش”، “اليهق الأصفر”، و”الإسحارة”، سيقانها بسيطة أو متفرعة، وأوراقها القاعدية بيضاوية ومعنقة، بينما الأوراق العلوية صغيرة الحجم، تنمو هذه النبتة سريعاً في فصل الربيع، خاصة في الأراضي الحصوية والقيعان، رغم تصنيفها من النباتات الرعوية الضعيفة.
جهود بيئية تُعيد الحياة
التحسن في الغطاء النباتي بمنطقة الحدود الشمالية لم يكن مصادفة. المبادرات البيئية التي شملت إنشاء المحميات الطبيعية وتطبيق قوانين صارمة لحماية البيئة كانت عاملاً رئيسياً في تعزيز هذا التنوع.
رئيس مجلس إدارة جمعية أمان البيئية، ناصر المجلاد، أكد أن الأمطار المبكرة هذا العام ساعدت في نمو نباتات لم تظهر منذ سنوات.
وأضاف المجلاد أن النباتات البرية، بما فيها “الحارة”، تلعب دوراً مهماً في مكافحة التصحر، تثبيت التربة، وزيادة الغطاء النباتي.
أهمية اقتصادية وسياحية
إلى جانب دورها البيئي، تُعد النباتات البرية عنصراً جذاباً للسياحة البيئية، المنطقة الشمالية أصبحت وجهة للباحثين عن الطبيعة ومناظرها الخلابة، ما يسهم في تعزيز الاقتصاد المحلي.
النباتات العطرية مثل “الحارة” تُضيف بعداً جمالياً، كما توفر فرصة للباحثين في مجالات البيئة والنباتات لدراسة التنوع الطبيعي في المنطقة.
عودة نبات “الحارة” والنباتات الأخرى تعكس نجاح الجهود المبذولة لتحقيق تنمية بيئية مستدامة، هذه الخطوات تسهم في الحفاظ على البيئة الصحراوية، تعزيز التنوع الحيوي، ودعم استمرارية الحياة النباتية.
ومع استمرار دعم المبادرات البيئية، يمكن للحدود الشمالية أن تتحول إلى نموذج يُحتذى به في التوازن بين التنمية وحماية الطبيعة.
تظل هذه المشاهد الطبيعية فرصة لإعادة التفكير في أهمية البيئة ودورها في تحسين جودة الحياة، مع الاستمرار في تطبيق سياسات تُحافظ على المكتسبات البيئية.