“مالك الحزين” زائر شتوي يستقر بمحمية الملك سلمان بن عبدالعزيز
في مشهد يعكس التنوع البيئي الغني للمملكة، استقر طائر “مالك الحزين” في محمية الملك سلمان بن عبدالعزيز الملكية خلال موسم الشتاء، لينضم إلى قائمة الطيور المهاجرة التي تمر عبر المحمية سنويًا.
هذا الطائر، الذي يعد من الأنواع المهددة بالانقراض إقليميًا، يضيف لمسة من الجمال والاهتمام البيئي في تلك المنطقة التي تعتبر من أبرز مسارات هجرة الطيور.
تعد محمية الملك سلمان بن عبدالعزيز الملكية، التي تمتد على مساحة واسعة في الحدود الشمالية للمملكة، واحدة من أكثر المحميات الطبيعية تنوعًا بيئيًا، إذ تحتضن ما يقارب 290 نوعًا من الطيور، وتتميز المحمية بتضاريسها المتنوعة وبيئتها المتوازنة التي جعلت منها ملاذًا آمنًا للعديد من الطيور المهاجرة.
من بين تلك الطيور، يبرز “مالك الحزين” كأحد الزوار الشتويين الأكثر لفتًا للنظر، يتميز هذا الطائر بطوله الذي يصل إلى 98 سم، بينما يصل عرض جناحيه إلى 195 سم، ويزن حوالي 2070 جرامًا، وتعد المناطق الرطبة داخل المحمية بيئة مثالية له، حيث يعتمد على الأسماك والفقاريات واللافقاريات الصغيرة كغذاء له.
وعلى الرغم من وجوده في العديد من المناطق، إلا أن “مالك الحزين” يُعد من الطيور المهددة بالانقراض إقليميًا، مما يجعل وجوده في المحمية أمرًا ذا أهمية خاصة.
تسعى الهيئة الملكية للمحميات الطبيعية، عبر محمية الملك سلمان، لتحقيق التوازن البيئي المستدام من خلال مجموعة من المبادرات الفعالة التي تهدف إلى حماية التنوع البيولوجي في المملكة.
وتُركّز الهيئة بشكل خاص على الأنواع المهددة بالانقراض، مثل “مالك الحزين”، حيث يتم تنفيذ برامج لحمايتها ورصد أعدادها بشكل مستمر. يتم مراقبة الطيور من قبل فرق ميدانية تضم خبراء بيئيين، وذلك خلال هجرتها السنوية عبر المملكة.
تعتبر محمية الملك سلمان بن عبدالعزيز الملكية من أبرز المعالم البيئية في المملكة، حيث تلعب دورًا حيويًا في الحفاظ على الحياة البرية.
وضمن جهود الهيئة المستمرة، تم تنفيذ برامج لإعادة توطين الأنواع المهددة بالانقراض في موائلها الطبيعية، مما يساهم في تعزيز التنوع الحيوي داخل المحمية، كما تهدف الهيئة إلى الحفاظ على التوازن البيئي وتعزيز قدرة البيئة المحلية على دعم هذه الأنواع على المدى الطويل.
ويُظهر الطائر “مالك الحزين” بمروره في المحمية دور المملكة في الحفاظ على بيئتها الطبيعية وتعزيز التنوع البيولوجي، بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030 التي تسعى إلى تحسين جودة الحياة وتحقيق التنمية المستدامة.
وتعد محمية الملك سلمان بن عبدالعزيز الملكية جزءًا أساسيًا من هذا التوجه الوطني، حيث تلعب دورًا محوريًا في المحافظة على الأنواع الطبيعية وموائلها، وتعد نموذجًا للجهود البيئية في المملكة.
يستمر “مالك الحزين” في التوافد على المحمية كل عام، ليكون بمثابة شاهد حي على أهمية هذه المحميات في الحفاظ على الأنواع المهددة بالانقراض، ويعكس في الوقت نفسه التزام المملكة بحماية بيئتها وتعزيز تنوعها الحيوي.