“أرومة”.. إبداع نسائي يحيي التراث السعودي ويعزز الهوية الثقافية في المجاردة
في خطوة تعكس التفوق النسائي السعودي وتفعيل دور المرأة في حفظ التراث الثقافي، أطلق فريق نسائي في محافظة المجاردة مشروعًا ثقافيًا يعزز الهوية الوطنية ويُحيي التراث من خلال فعاليات وأنشطة موجهة للمجتمع. جاء هذا المشروع بعد فوز الفريق بمركز متقدم في مبادرة “أجاويد2″، التي أطلقها أمير منطقة عسير خلال شهر رمضان المنصرم.
انطلاقة تطوعية
تأسس فريق “أرومة” بعد مشاركته الفعّالة في مبادرة “أجاويد2” التي شهدت العديد من المبادرات الإبداعية في مجال الثقافة والفن. وقد تميزت المبادرتان اللتان قدّمهما الفريق تحت مسار “الوعي” بعنوان “حرفة وفن” و”مساحات فنية”. كان الهدف من هذه المبادرات نشر الوعي الثقافي والإبداعي في منطقة عسير، بما يعكس جوانب من التراث السعودي في قالب فني معاصر.
أوضحت مشرفة فريق “أرومة”، أسماء الشهري، في تصريح لوكالة الأنباء السعودية “واس”، أن الفريق بدأ نشاطه بشكل تطوعي تمامًا، حيث قدمت الفتيات المشاركات أعمالًا فنية تهدف إلى خدمة المجتمع وتحقيق الفائدة الثقافية والاجتماعية. أثنى أعضاء لجان التحكيم على المبادرات، مما أهلها لتكون ضمن العشر مبادرات الفائزة في “مسار الوعي” على مستوى منطقة عسير.
تشكيل فريق “أرومة” وتطوير الأنشطة
نتيجة للنجاح الذي حققته المبادرة في “أجاويد2″، تم تشكيل فريق “أرومة” الذي يضم 25 فتاة سعودية من خلفيات متعددة، مثل الفنانات التشكيليات والمصورات الفوتوغرافيّات، بالإضافة إلى معلمات رياض الأطفال ومتخصصات في التصاميم الفنية. الفريق يعمل على تطوير أنشطته من خلال إيجاد مقر له في قرية “ربوع بلادي” السياحية في المجاردة، التي تمثل مرجعًا ثقافيًا وتراثيًا هامًا.
وأكدت الشهري أن الفريق يسعى إلى استخدام هذه القرية التاريخية التي تحمل عمقًا ثقافيًا كبيرًا في تطوير نشاطات فنية وحرفية تعكس أصالة الماضي مع لمسة من الحداثة. من خلال هذه الأنشطة، يتم ربط الفتيات بالأعمال التراثية التي تساهم في تعزيز هويتهن الثقافية.
قرية “ربوع بلادي”: مرآة للتراث والأصالة
من جهته، أشار مالك قرية “ربوع بلادي” التراثية، محمد الغاوي، إلى أن القرية تمت إعادة تأهيلها وتطويرها على مدى 30 عامًا لتصبح وجهة سياحية مهمة. تمتاز القرية بموقعها الفريد الذي يدمج بين الأصالة والتحديث، فهي تحتوي على حصون أثرية ودروب تاريخية ونزل سكني، بالإضافة إلى متحف تراثي ومساحات خضراء واسعة.
تقدر مساحة “ربوع بلادي” بحوالي 125 ألف متر مربع، حيث تم تزيينها بنقوش حجرية زخرفية تعكس جمال التراث المحلي. كما أن القرية تضم مسرحًا مفتوحًا يتيح للزوار الاستمتاع بالعروض الثقافية والفنية المتنوعة. هذه العوامل تجعل من القرية وجهة مثالية لإقامة الأنشطة الثقافية والفنية التي ينظمها فريق “أرومة”.
استدامة المشروع وتطلعات المستقبل
تسعى “أرومة” إلى تحقيق المزيد من الإنجازات في مجال تعزيز التراث الثقافي والهوية الوطنية، وذلك من خلال إتاحة الفرصة للفتيات السعوديات المبدعات للظهور في منصات ثقافية وفنية واسعة. كما يعمل الفريق على توفير بيئة تشجع على المشاركة المجتمعية من خلال المبادرات التي تدمج الفن والحرف الشعبية مع السياحة المستدامة.
بالإضافة إلى ذلك، تهدف “أرومة” إلى بناء جسور من التعاون مع الجهات الثقافية المحلية والإقليمية لتعزيز دور المرأة السعودية في مجالات الثقافة والفن والحفاظ على التراث. الفريق يتطلع إلى المزيد من المشاركات في الفعاليات المحلية والدولية لتقديم نموذج حي للمرأة السعودية التي تساهم في بناء مستقبل مشرق وملهم للأجيال القادمة.
دعم المجتمع المحلي
من خلال الأنشطة التي ينظمها فريق “أرومة”، يتم تحقيق تأثيرات إيجابية على المجتمع المحلي في المجاردة والمناطق المحيطة. يعزز المشروع التفاعل الاجتماعي بين المواطنين والزوار من خلال مشاركتهم في فعاليات تثقيفية وفنية تهدف إلى إبراز التراث الثقافي، مما يساهم في تعزيز السياحة المحلية ويدعم الاقتصاد المجتمعي.
يستمر الفريق في خططه المستقبلية لتوسيع نطاق مشروعه وإشراك مزيد من الفتيات في الأنشطة التطوعية، ويعكس بذلك الدور المتزايد للمرأة السعودية في المجالات الثقافية والإبداعية، مما يعزز من مكانتها في مختلف القطاعات.