المغرب يتطلع لتجاوز 100 مليار درهم في إيرادات السياحة مع حلول رأس السنة 2025
مع اقتراب عطلة رأس السنة 2025، يعول المغرب على دفعة قوية لقطاعه السياحي في آخر أيام عام 2024، ليتجاوز الأرقام القياسية التي سجلها في الأشهر الماضية.
هذا التوجه يأتي في وقت يشهد فيه المغرب تدفقًا كبيرًا من السياح، خصوصًا من الأسواق التقليدية في أوروبا الغربية، مثل فرنسا وإسبانيا والمملكة المتحدة.
إحصائيات مشجعة لنمو القطاع السياحي
ووفقًا للبيانات الأخيرة الصادرة عن مرصد السياحة، شهد المغرب خلال شهر أكتوبر 2024 زيادة ملحوظة في عدد السياح القادمين من الخارج، حيث وصل عدد الوافدين إلى 1.5 مليون سائح بزيادة قدرها 30% مقارنة بالشهر ذاته من العام الماضي.
وتابع المرصد أن المغرب استقبل في الـ 10 أشهر الأولى من 2024 نحو 15.9 مليون سائح، متجاوزًا العدد الذي تحقق في 2023 والذي بلغ 14 مليون سائح.
وفيما يتعلق بالإيرادات، سجل المغرب زيادة ملحوظة بنسبة 9.3% في إيرادات السياحة، حيث بلغت 97 مليار درهم حتى نهاية نوفمبر.
من المتوقع أن يتجاوز المغرب 100 مليار درهم في إيرادات السياحة بنهاية عام 2024، للمرة الثانية على التوالي، بعد أن سجل 105 مليارات درهم في 2023.
الأسواق التقليدية والتوجهات السياحية الجديدة
أظهرت البيانات أن هناك نموًا ملحوظًا في السياح القادمين من الأسواق التقليدية مثل فرنسا وإسبانيا والمملكة المتحدة، حيث سجلت فرنسا زيادة بنسبة 21%، وإسبانيا 14%، والمملكة المتحدة 46%، في حين سجلت ألمانيا زيادة قدرها 31% في عدد السياح القادمين إلى المغرب.
من جهتها، أكدت دراسة أجراها موقع GuruWalk المتخصص في السفر أن المغرب استحوذ على 3% من إجمالي حجوزات عطلة رأس السنة الإسبانية، محققًا زيادة كبيرة مقارنة بعام 2021.
وبحسب الموقع، يعود هذا النمو إلى انخفاض الحجوزات المحلية في إسبانيا، مما دفع العديد من الإسبان للبحث عن وجهات سياحية خارجية، خاصة المغرب.
مراكش الوجهة الأكثر جذبًا في نهاية العام
مراكش تصدرت الوجهات السياحية الأكثر جذبًا في المغرب خلال عطلة رأس السنة، حيث يتوافد إليها آلاف السياح سنويًا لقضاء إجازة فريدة تجمع بين الثقافة المحلية والمناخ المعتدل في فصل الشتاء.
ويعتبر الطقس المعتدل في مراكش السبب الرئيسي لارتفاع الإقبال عليها، حيث توفر المدينة ملاذًا مثاليًا للهروب من قسوة الشتاء في أوروبا.
وتتميز مراكش بأسواقها النابضة بالحياة، وفنادقها الراقية، والمناظر الطبيعية الخلابة التي تشمل جبال الأطلس العليا، الواحات، والبساتين، مما يجعلها وجهة سياحية لا غنى عنها خلال فترات الأعياد.
السياحة الروسية تساهم في النمو الكبير
بعيدًا عن الأسواق التقليدية، بدأ المغرب في جذب سياح من الأسواق الجديدة، وعلى رأسها روسيا، حيث أشار فاليري بريتاوس، خبير روسي في صناعة السفر، إلى أن المغرب أصبح من أبرز الوجهات السياحية للروس خلال عطلة رأس السنة، هذا الاتجاه يعكس تغيرات كبيرة في تفضيلات السياح الروس، الذين يفضلون المغرب بديلاً عن وجهات تقليدية أخرى.
التوقعات للسياحة في 2025
مع الاستعدادات الأخيرة لعطلة رأس السنة، يتوقع القطاع السياحي في المغرب استمرار النمو في إيرادات السياحة عام 2025، حيث يسعى المغرب لتوسيع رقعة أسواقه وتقديم المزيد من العروض السياحية.
ويستمر المكتب الوطني للسياحة في تطوير البنية التحتية وتسهيل الإجراءات للمسافرين، مما يجعل المغرب خيارًا مفضلًا للعديد من السياح من مختلف أنحاء العالم.
بينما يعكف المغرب على تحقيق أرقام قياسية في إيرادات السياحة مع نهاية عام 2024، يتطلع إلى الاستمرار في تعزيز مكانته كوجهة سياحية عالمية في المستقبل.
من خلال استقطاب مزيد من السياح من الأسواق التقليدية والجديدة، وتقديم تجارب فريدة في مدنه الرائعة مثل مراكش، يواصل المغرب تعزيز دوره كأحد أبرز الوجهات السياحية في شمال إفريقيا.
