موسم الحمضيات في العُلا.. إرث زراعي يلتقي بجمال الطبيعة وثقافة المجتمع
انطلقت فعاليات موسم الحمضيات لعام 2025 في محافظة العُلا، بالتزامن مع بدء فترة الحصاد السنوي. هذا الحدث الموسمي يعد من أبرز الفعاليات التي تحتفي بتراث المحافظة الزراعي وتستقطب الزوار من مختلف أنحاء المملكة للاستمتاع بتجربة فريدة تجمع بين الطبيعة والثقافة.
تُقام الفعاليات في سوق المزارعين بميدان المنشية، حيث شهد اليوم الأول إقبالًا كبيرًا من الزوار والعائلات الذين استغلوا إجازة منتصف الفصل الدراسي الثاني لحضور الحدث. يوفر الموسم تجربة غنية من خلال أسواق مفتوحة تعرض منتجات الحمضيات المحلية بجميع أنواعها، إلى جانب فعاليات ثقافية وترفيهية تناسب جميع الفئات العمرية.
تجربة الطهي كانت واحدة من أبرز الأنشطة، حيث تم تقديم أطباق مبتكرة تعتمد على الحمضيات، مما أتاح للزوار استكشاف النكهات الجديدة المستوحاة من محاصيل العُلا. هذه الفعالية تُبرز ليس فقط قيمة الحمضيات كمصدر غذائي، بل تسلط الضوء أيضًا على إبداع الطهاة المحليين واستخدامهم لمكونات طبيعية طازجة.
موسم الحمضيات يستمر حتى 11 يناير، مما يمنح الزوار فرصة للاستمتاع بجمال الطبيعة في العُلا، تلك المنطقة التي تزخر بمواقعها التاريخية ومناظرها الطبيعية الساحرة. كما يمثل الموسم منصة لعرض جهود الزراعة المستدامة في العُلا، حيث تحتوي المحافظة على أكثر من 5000 مزرعة تضم 405 آلاف شجرة حمضيات.
تنوع المحاصيل الذي يشمل 29 صنفًا مختلفًا من الحمضيات يعكس أهمية هذه الزراعة في دعم الاقتصاد المحلي وتعزيز مكانة العُلا كمركز زراعي حيوي. المزارعون المحليون لعبوا دورًا رئيسيًا في تحقيق هذه الإنجازات، مما ساهم في تعزيز الاستدامة الزراعية والحفاظ على الإرث الزراعي للمحافظة.
الزوار لا يأتون فقط لشراء الحمضيات أو الاستمتاع بالأنشطة، بل يأتون أيضًا لاكتشاف تراث العُلا العريق. المنطقة، التي تمتاز بمزيج من التاريخ والطبيعة، أصبحت وجهة سياحية رئيسية، وموسم الحمضيات يضيف بعدًا جديدًا لتجربة السياحة فيها.
هذا الحدث يعكس التزام العُلا بالحفاظ على تراثها الزراعي وتعزيزه، مع خلق تجربة متكاملة تعزز الروابط بين المجتمع والزوار، مما يجعل موسم الحمضيات ليس فقط احتفالًا بالمحاصيل، بل نافذة تطل على روح المحافظة وهويتها المتميزة.