مهرجان حرفة.. واجهة سياحية تحمل أبعادًا اقتصادية وثقافية
شهدت منطقة حائل انطلاق فعاليات “مهرجان حرفة”، الذي تنظمه إمارة المنطقة احتفاءً بعام الحرف اليدوية 2025، برعاية كريمة من أمير منطقة حائل الأمير عبدالعزيز بن سعد بن عبدالعزيز. يعكس المهرجان روح الأصالة والتراث، ويسلط الضوء على الحرف اليدوية كجزء لا يتجزأ من هوية المجتمع السعودي.
بدأت الفعاليات بجولة قام بها الأمير عبدالعزيز في أرجاء المهرجان، تضمنت أجنحة محافظات المنطقة المختلفة، حيث استعرض الحرفيون منتجاتهم المتنوعة.
واشتملت الجولة على ركن السيارات الكلاسيكية وأركان أخرى مخصصة للحرف اليدوية، التي ضمت أكثر من 130 حرفيًا وحرفية من مدينة حائل ومحافظاتها. هذا التجمع الكبير للحرفيين يعد الأول من نوعه في المنطقة، ويعكس الزخم الذي يحظى به قطاع الحرف اليدوية في المملكة.
يُركز المهرجان على إبراز مجموعة من الحرف التقليدية التي اشتهرت بها منطقة حائل، منها صناعة الفخار والأواني الفخارية من الطين، النسيج، الأزياء التقليدية، الصباغة، الخرازة، النحاسة، صياغة الذهب والمجوهرات، إضافة إلى مهن الحدادة والخياطة.
يمثل كل جناح في المهرجان انعكاسًا للمهارات والإبداعات التي توارثتها الأجيال، ليصبح المهرجان منصة للتواصل بين الماضي والحاضر.
يأتي تنظيم هذا الحدث في إطار رؤية المملكة 2030، التي تهدف إلى تعزيز الصناعات التراثية والحرف اليدوية كرافد ثقافي واقتصادي.
يتيح المهرجان للحرفيين فرصة تسويق منتجاتهم والتواصل المباشر مع الجمهور، مما يسهم في فتح آفاق اقتصادية جديدة وخلق فرص عمل موسمية. كما يوفر مساحة للحرفيين الشباب لتقديم إبداعاتهم والمشاركة في حفظ التراث ونقله إلى الأجيال القادمة.
يمثل “مهرجان حرفة” أيضًا مزارًا سياحيًا، يجذب الزوار من داخل المملكة وخارجها، حيث يوفر تجربة غنية تجمع بين الترفيه والثقافة.
ويشكل المهرجان فرصة للاطلاع على المهارات اليدوية المحلية وتقدير الجهود التي يبذلها الحرفيون للحفاظ على هذه المهن التقليدية.
تحت مظلة المهرجان، يجري تنظيم ورش عمل تدريبية ومعارض فنية، تستهدف تطوير مهارات الحرفيين وتعزيز قيمة منتجاتهم في الأسواق المحلية والعالمية.
هذا إلى جانب تقديم عروض تفاعلية تعكس تطور الحرف اليدوية بمرور الزمن، من أدوات بسيطة إلى تصميمات حديثة تلبي احتياجات السوق.
يمثل “مهرجان حرفة” انعكاسًا لالتزام إمارة منطقة حائل بتعزيز التراث الثقافي ودعم الاقتصاد المحلي. ويُعد منصة مثالية للترويج للهوية الوطنية والاحتفاء بالمهارات الحرفية التي تعبر عن تاريخ المنطقة العريق.