السياحة الداخلية في السعودية تشهد نموًا ملحوظًا مع قفزة بنسبة 44% بنهاية 2024
شهدت السياحة الداخلية في المملكة العربية السعودية تحولًا ملحوظًا، حيث سجلت الحجوزات الداخلية نموًا قويًا بنسبة 44% مع نهاية عام 2024، وفقًا لأحدث تقرير أصدرته شركة “المسافر” المتخصصة في اتجاهات السفر.
يعكس هذا النمو الكبير التطور السريع الذي تشهده المملكة في قطاع السياحة الداخلية، مدفوعًا بالتوسع في عروض السياحة المتنوعة التي تشجع المواطنين والمقيمين على استكشاف الوجهات السياحية المحلية.
يُظهر التقرير أن هذا النمو في السياحة الداخلية ليس مجرد ارتفاع في الأعداد، بل يعكس أيضًا تحولًا في نمط السفر داخل المملكة، حيث أصبح المسافرون يبحثون عن تجارب فريدة ومتنوعة تجمع بين الترفيه والاستكشاف.
يعزز ذلك زيادة الخيارات المتاحة من حيث الوجهات السياحية والإقامات، حيث تقدم العديد من الأماكن تجارب إقامة فاخرة وأخرى تتسم بالخصوصية، مما يساهم في زيادة جاذبية السياحة المحلية.
وإلى جانب هذا النمو في الحجوزات، يشير التقرير إلى الاتجاه المتزايد نحو السفر عبر شركات الطيران منخفضة التكلفة، حيث شهد هذا القطاع أيضًا توسعًا كبيرًا في عروضه.
مع زيادة السعة الجوية، أصبحت شركات الطيران منخفضة التكلفة تقدم المزيد من المسارات والوجهات، مما يسهل على المسافرين الوصول إلى الأماكن التي يرغبون في زيارتها بأسعار معقولة.
هذا التوسع يعكس استراتيجية المملكة في تعزيز الربط الجوي بين مختلف مناطقها وتسهيل حركة السفر، وهو ما يسهم بدوره في تعزيز السياحة الداخلية.
فيما يخص طرق الحجز، شهدت تطبيقات السفر ارتفاعًا ملحوظًا في استخدامها، حيث زادت حجوزات التطبيقات بنسبة 67% خلال عام 2024. ويستحوذ هذا النوع من الحجز على 76% من إجمالي الحجوزات، مما يبرز الاعتماد المتزايد على المنصات الرقمية في قطاع السفر.
تعكس هذه الإحصائيات تزايد اعتماد المواطنين على التكنولوجيا لتسهيل تنظيم رحلاتهم، وهو ما يتماشى مع رؤية المملكة في تطوير الخدمات الإلكترونية وتعزيز تجربة السفر عبر الإنترنت.
يعتبر هذا النمو في السياحة الداخلية في السعودية جزءًا من استراتيجية المملكة لتحقيق أهداف رؤية 2030، التي تسعى إلى تعزيز قطاع السياحة وجعل المملكة وجهة سياحية رائدة.
ويعتبر ارتفاع الحجوزات المحلية مؤشرًا قويًا على نجاح هذه الاستراتيجية في تحفيز حركة السياحة الداخلية، والتي تساهم بشكل كبير في دعم الاقتصاد الوطني وتنشيط مختلف القطاعات ذات الصلة، بما في ذلك الفندقة والنقل والترفيه.
مع تنامي الاهتمام بالسياحة الداخلية، أصبح المواطنون السعوديون والمقيمون في المملكة أكثر ارتباطًا بأماكنهم السياحية المحلية، مما يعزز من الهوية الوطنية ويفتح أبوابًا جديدة للتعرف على التنوع الثقافي والجغرافي في المملكة.
من المتوقع أن يستمر هذا الاتجاه في النمو خلال السنوات المقبلة، حيث تحرص المملكة على توسيع نطاق وجهاتها السياحية وتوفير المزيد من الأنشطة والتجارب التي تلبي احتياجات المسافرين.