قفزة متوقعة في سوق السفر الخليجي تصل إلى 80 مليار دولار في 2025
يشهد سوق السفر والسياحة الخارجية في دول مجلس التعاون الخليجي نموًا ملحوظًا، حيث وصل حجمه إلى 70.5 مليار دولار أمريكي في عام 2024، مع توقعات بارتفاعه ليصل إلى 80.36 مليار دولار في عام 2025، يعكس هذا النمو المستمر الزيادة في الطلب على السفر الدولي، ويُتوقع أن يواصل السوق تعزيز وتيرته في السنوات القادمة.
وفقًا لتقرير صادر عن مجموعة “آي مارك” (IMARC)، يُتوقع لسوق السفر والسياحة في دول الخليج أن يحقق معدل نمو سنوي مركبًا بنسبة 7.1%، ليصل إلى 138.1 مليار دولار بحلول عام 2033.
يعود هذا النمو الكبير إلى عدة عوامل أساسية، أبرزها تزايد الطلب على خيارات السفر المستدامة التي باتت تحظى باهتمام متزايد من قبل المسافرين الخليجيين. علاوة على ذلك، تسهم التطورات التكنولوجية التي تسهل عمليات الحجز الإلكتروني في جعل السفر أكثر مرونة وسهولة.
ويعكس هذا التحول رغبة سكان الخليج في استكشاف تجارب جديدة ومتنوعة، مما يسهم في تعزيز مكانة قطاع السياحة في دفع عجلة الاقتصاد الإقليمي.
يشير التقرير إلى أن التوجه نحو خيارات السفر المستدامة أصبح من العوامل الرئيسية في نمو السوق. يفضل المسافرون الآن الإقامة في أماكن صديقة للبيئة والانخراط في أنشطة ذات تأثير منخفض على البيئة، ما يعكس تحولًا في الأولويات تجاه الحفاظ على كوكب الأرض.
وتعتبر هذه الاتجاهات جزءًا من زيادة الوعي البيئي التي تشهدها المنطقة، مما يساهم في دعم نمو سوق السياحة المستدامة في دول مجلس التعاون الخليجي.
بالإضافة إلى ذلك، يشير التقرير إلى أن الطلب المتزايد على التعليم الدولي يساهم بشكل كبير في نمو السوق، حيث يسعى العديد من الشباب الخليجيين إلى فرص تعليمية خارجية تدعم تطورهم الأكاديمي والمستقبلي.
ويُتوقع لهذا الاتجاه أن يستمر في التأثير على حجوزات السفر في السنوات القادمة، حيث يُعتبر السفر للدراسة أحد المحفزات الرئيسية لزيادة الرحلات الدولية.
من العوامل الأخرى التي تسهم في نمو سوق السفر الخليجي أيضًا هي رغبة الناس في استكشاف ثقافات الطعام والعروض الطهوية العالمية، وهو ما دفعهم للسفر لاستكشاف تجارب طهي فريدة في مختلف أنحاء العالم. أصبحت المأكولات العالمية جزءًا من رحلة العديد من المسافرين الذين يبحثون عن تجارب جديدة تشبع فضولهم الثقافي.
من جانب آخر، لعبت التكنولوجيا دورًا كبيرًا في تسهيل عملية السفر. أصبح المسافرون يعتمدون بشكل أكبر على منصات الحجز الإلكترونية التي تجعل عملية تنظيم الرحلات أكثر سهولة ويسرًا.
كما أسهمت التسهيلات الحكومية مثل خيارات التأشيرة عند الوصول في تشجيع المزيد من الأفراد على السفر واستكشاف وجهات جديدة حول العالم.
تتبع المنطقة تحولًا ملحوظًا في أنماط السفر، حيث يبحث المسافرون الخليجيون بشكل متزايد عن تجارب سفر مصممة خصيصًا لاهتماماتهم الشخصية.
تشمل هذه التجارب رحلات المغامرة والرياضات المائية وزيارة المواقع التراثية والثقافية. إلى جانب ذلك، يزداد الإقبال على رحلات الانغماس اللغوي، التي توفر للمسافرين فرصة تعلم لغات جديدة في بيئاتها الأصلية.
رغم هذه المؤشرات الإيجابية، إلا أن هناك بعض التحديات التي قد تواجه سوق السفر الخليجي في المستقبل، مثل التغيرات الجيوسياسية التي قد تؤثر على الوصول إلى بعض الوجهات، بالإضافة إلى التغيرات الاقتصادية التي قد تؤثر على إنفاق الأفراد على السفر.
ومع ذلك، لا يزال التركيز على الاستدامة وتقديم تجارب سفر فريدة يعتبر من العوامل الرئيسية التي تعزز مستقبل القطاع، مما يجعله محط أنظار الشركات والمستثمرين في السنوات المقبلة.
إن استمرارية هذا النمو في السوق يتطلب المزيد من الابتكار والتطوير في القطاع السياحي، إذ يظل السفر أحد القطاعات الحيوية التي تساهم بشكل كبير في تعزيز الاقتصاد الخليجي، مما يجعل من السفر والسياحة مصدرًا رئيسًا في تحقيق التنمية المستدامة على مستوى المنطقة.