فعاليات حي الطريف.. رحلة عبر الزمن لاكتشاف إرث الدرعية
يواصل موسم الدرعية تقديم فعالياته المتميزة في حي الطريف التاريخي، حيث يتيح للزوار فرصة غمر أنفسهم في تفاصيل تاريخية وثقافية وفنية تجمع بين الماضي والحاضر، يعد حي الطريف من أبرز المواقع الثقافية في المملكة العربية السعودية، وهو مدرج ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو.
وبذلك، فإن الفعاليات التي تُنظم هناك ليست مجرد عرض تاريخي، بل هي تجربة تفاعلية تعيد الزوار إلى حقبة الدولة السعودية الأولى، وتمنحهم فرصة استكشاف أبرز المحطات التاريخية التي مرت بها الدرعية.
برنامج حي الطريف يتضمن مزيجًا من الأنشطة التي تبرز التراث الغني لهذه المنطقة، من خلال تقديم تجارب ثقافية وفنية وتاريخية ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالعادات والتقاليد التي اشتهرت بها المملكة العربية السعودية، وتحديدًا الدرعية.
تسلط الفعاليات الضوء على الضيافة السعودية الأصيلة، من خلال عروض تفاعلية تحاكي جمال الخيل العربي الأصيل، في تجربة مباشرة تجمع الزوار مع هذه الكائنات النبيلة.
بالإضافة إلى ذلك، يقدم برنامج حي الطريف جلسات ثقافية وقصصًا تُستعرض من تراث المنطقة، حيث يتحدث الشعراء والخبراء عن أصول الشعر العربي والقصص التي شكلت تاريخ الدرعية.
ويُعتبر “الديوان” أحد أبرز المحطات في هذه الفعاليات، حيث يتجمع فيه مجموعة من أبرز الشعراء ليحكي كل منهم عن أصول الشعر والقصص التي ارتبطت به عبر العصور.
ومن ضمن العروض المتميزة التي يتم تنظيمها، عرض مسرحي تفاعلي يحكي قصة الدرعية ويأخذ الزوار في جولة عبر الزمن، مقدماً صورة حية عن تاريخ المدينة، وأبطالها الذين أسهموا في صنع مجدها.
تتمثل أبرز التجارب في برنامج حي الطريف في الأنشطة التفاعلية التي تتيح للزوار المشاركة في بناء الألغاز وتجسيد أدوار أهل الطريف من خلال إلقاء قصائد تاريخية.
كما يعكس البرنامج تجارب تفاعلية مع العرضة السعودية، إضافة إلى الألعاب التقليدية التي تنتمي إلى التراث السعودي، لا تقتصر الفعاليات على تلك الأنشطة فقط، بل تشمل أيضًا ورش عمل متخصصة في تقنيات البناء التقليدي التي استخدمها أهل الدرعية في الماضي، كما يتم تقديم عروض حول طرق صناعة الحبر والأختام، وتجسيد الديكورات النجدية الداخلية، إضافة إلى إبراز الأبواب القديمة لحي الطريف.
من أبرز الفعاليات التفاعلية التي تُقام في حي الطريف هي تجربة “850هـ”، التي تتيح للزوار العودة إلى أزمنة مختلفة لاستكشاف الشخصيات التاريخية التي ساهمت في بناء تاريخ الدرعية، مثل الإمام تركي بن عبدالله، بالإضافة إلى المشاركة في حل الألغاز المرتبطة بأبطال المنقية، وهي تجربة مبتكرة تجمع بين المتعة والفائدة في آن واحد.
الفعاليات التي تُقام في موسم الدرعية ليست مجرد لقاءات ثقافية أو عروض فنية، بل هي دعوة لاستكشاف التاريخ السعودي العريق.
تحت شعار “أرض ترويك”، يسعى موسم الدرعية إلى تقديم تجارب مميزة تجمع بين الحاضر والماضي، مع تسليط الضوء على الفن المعماري الأصيل الذي يعكس الثقافة والتراث الغني للمنطقة.
إن الفعاليات تمثل ملتقى للمبدعين والمهتمين في مختلف المجالات، مما يجعلها وجهة مثالية لكل من يرغب في التفاعل مع التراث واستكشاف جمال الحاضر.
من خلال هذه الفعاليات، يفتح موسم الدرعية أمام زواره أفقًا جديدًا لفهم تاريخ المملكة وتقدير إسهاماتها الحضارية.