الأخبار

دراسة تكشف: شرب المزيد من الماء قد لا يكون دائمًا الخيار الصحي الأفضل

كشفت دراسة جديدة عن نتائج مفاجئة قد تغير المفهوم الشائع حول شرب المزيد من الماء كوسيلة لتحسين الصحة. فقد أظهرت الدراسة أن شرب كميات إضافية من الماء قد لا يكون مفيدًا في جميع الحالات، بل قد يسبب مشاكل صحية لبعض الأفراد.

دراسة أجراها باحثون من جامعة كاليفورنيا، نشرت عبر موقع “New Atlas”، أظهرت تأثيرات غير متوقعة لشرب الماء بشكل مفرط على بعض الحالات الصحية، مثل مرض السكري، حصوات الكلى، والصداع، إضافة إلى أنه قد لا يساعد في فقدان الوزن كما يعتقد الكثيرون.

شرب الماء قد لا يؤدي لفقدان الوزن

تشير الدراسة إلى أن شرب كميات كبيرة من الماء لا يرتبط دائمًا بفقدان الوزن. ففي الدراسة التي امتدت لمدة 6 أشهر، لم يُلاحظ أي تغيير ملحوظ في الوزن لدى الأشخاص الذين تناولوا 2 لتر من الماء يوميًا. وهذا يتناقض مع الفكرة السائدة التي تقول إن شرب الماء يساهم في الشعور بالشبع وبالتالي يقلل من الشهية.

وعلى الرغم من الفوائد المعروفة للماء في الحفاظ على الترطيب العام، فإن الدراسات الحديثة تكشف أن العلاقة بين الماء وفقدان الوزن أكثر تعقيدًا من مجرد زيادة الكميات.

تأثيرات سلبية على مرضى السكري

من النتائج الصادمة أيضًا التي خلصت إليها الدراسة هي التأثيرات السلبية المحتملة على مرضى السكري. فقد وجد الباحثون أن شرب 550 مل من الماء خلال ساعتين بعد الاستيقاظ من النوم، مع تناول نفس الكمية قبل النوم، يمكن أن يزيد من مستويات الجلوكوز في الدم بشكل ملحوظ.

هذا يعد مؤشرًا سلبيًا قد يعقّد إدارة مرض السكري ويزيد من صعوبة السيطرة على مستويات السكر في الدم، وهو ما يتطلب فحصًا دقيقًا لأثر شرب الماء على مرضى السكري قبل اتباع مثل هذه العادات.

تكوّن الحصوات والصداع نتيجة الإفراط في الماء

فيما يتعلق بتأثير الماء على الكلى، كشفت الدراسة أن زيادة شرب الماء قد تؤدي إلى تكوّن الحصوات في الكلى في بعض الحالات. ووجد الباحثون أن استهلاك كميات أكبر من الماء قد يزيد من خطر تكون الحصوات لدى الأفراد الذين لديهم استعداد لذلك.

كما لم تكن نتائج الدراسة بشأن الصداع حاسمة، ولكن هناك إشارات إلى أن تناول كميات كبيرة من الماء قد يزيد من فرص الإصابة بالصداع لدى بعض الأفراد.

فرط نشاط المثانة نتيجة تناول المزيد من الماء

أحد الآثار الجانبية التي تم الإشارة إليها في الدراسة هو فرط نشاط المثانة، حيث تبين أن تناول كميات كبيرة من الماء قد يؤدي إلى زيادة الحاجة للتبول بشكل متكرر، مما قد يكون مزعجًا لبعض الأفراد، وخاصة أولئك الذين يعانون من مشاكل في التحكم في المثانة.

لا يوجد نهج واحد يناسب الجميع

على الرغم من هذه النتائج التي تثير القلق، فإن الدراسة تؤكد أن الكميات المناسبة من الماء تختلف من شخص لآخر بناءً على عدة عوامل، بما في ذلك الحالة الصحية والنشاط البدني.

الدكتور بنيامين بريير، المشرف على الدراسة، أكد أن الأكاديمية الوطنية الأمريكية للطب توصي بتناول 13 كوبًا من السوائل يوميًا (حوالي 3 لترات) للرجال من الفئة العمرية 19-30 عامًا، بينما تُوصي النساء في نفس الفئة العمرية بتناول 9 أكواب (2.1 لتر) يوميًا. من المهم أيضًا أن يُنظر إلى السوائل بشكل عام، بما في ذلك المياه والمشروبات الأخرى.

كما شدد بريير على أن الجفاف يمثل خطرًا على الصحة، خاصةً للأفراد الذين يعانون من حصوات الكلى أو التهابات المسالك البولية.

وأوضح أن الأشخاص الذين يعانون من كثرة التبول قد يحتاجون إلى تقليل كمية المياه المستهلكة. لذا، لا يوجد نهج ثابت لجميع الأفراد، ويجب أن يتم تحديد كمية الماء بناءً على احتياجات كل شخص بشكل فردي.

في الختام، شرب المزيد من الماء قد لا يكون الحل الأمثل دائمًا. قد يكون من المفيد بالنسبة للبعض تعديل كميات الماء وفقًا لاحتياجاتهم الشخصية والظروف الصحية، مع تجنب الافتراضات الشائعة حول فوائد الماء غير المبررة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى