اليونان تسجل رقماً قياسياً في عدد السياح في 2024 رغم تحديات التغير المناخي
سجلت اليونان رقماً قياسياً جديداً في عدد السياح الذين زاروا البلاد خلال عام 2024، حيث وصل العدد إلى 33 مليون سائح، محققة عائدات تصل إلى 28.5 مليار يورو، هذا الارتفاع الملحوظ في أعداد الزوار يعكس الشعبية المستمرة لليونان كوجهة سياحية رئيسية على مستوى العالم.
لكن مع هذا النجاح السياحي، تواجه الحكومة اليونانية ضغوطاً متزايدة بشأن تأثير السياحة المفرطة على البيئة، خاصة مع الاحتجاجات المتزايدة ضد التأثيرات السلبية لهذا النشاط على الموارد الطبيعية.
ويعكس هذا الضغط تنامي المخاوف من التغير المناخي الذي يؤدي إلى تغييرات كبيرة في المناخ المحلي، خاصة فيما يتعلق بنقص المياه.
في خطوة غير مسبوقة، يناقش البرلمان اليوناني مشروع قانون جديد يهدف إلى معالجة أزمة الجفاف التي تعصف بالبلاد.
ويقترح المشروع السماح باستخدام مياه البحر في حمامات السباحة بالفنادق الساحلية كحل بديل للمياه العذبة، وهو جزء من استراتيجية حكومية لتخفيف الضغط على الموارد المائية التي تتعرض للاستنزاف بسبب الجفاف المستمر في السنوات الأخيرة.
وأوضحت إيلينا رابتي، نائبة وزير السياحة، أن هذا القانون يهدف إلى وضع إطار قانوني ينظم استخراج مياه البحر واستخدامها في الفنادق، مشيرة إلى أن الهدف الأساسي من هذا التشريع هو الحفاظ على الموارد المائية والحد من تأثير الجفاف على الحياة اليومية والقطاع السياحي.
على الرغم من أن القانون المقترح لن يُلزم الفنادق باستخدام مياه البحر، فإنه سيسهل عليها بناء البنية التحتية اللازمة لذلك في حال فرضت قيود على استهلاك المياه العذبة.
ومع ذلك، أثار المشروع مخاوف بيئية لدى بعض الأطراف، حيث يعتقد منتقدو القانون أن ضخ المياه المالحة، التي سيتم معالجتها كيميائيًا، قد يتسبب في تأثيرات سلبية على البيئة البحرية والتوازن البيئي.
من جهة أخرى، يعكس انخفاض معدل هطول الأمطار السنوي في اليونان، الذي تراجع بنسبة 12% مقارنة بالقرن الماضي، تفاقم الأزمة المائية في مناطق عديدة، خاصة في جزر بحر إيجة وكريت.
وتعد هذه الجزر من الوجهات السياحية الأكثر شهرة في اليونان، ما يجعل من حل هذه الأزمة أولوية لحماية صناعة السياحة والحفاظ على البيئة في الوقت نفسه.