القهوة والثعابين في تايوان.. تجربة فريدة مع اقتراب عام الثعبان
مع اقتراب بداية العام القمري الجديد في الصين، يواصل متجر “بايثونيزم” في تايبه تقديم تجربة فريدة من نوعها لمحبي المغامرة، تجمع بين القهوة والثعابين. هذه الفعالية تأتي في إطار احتفالات تايوان بقدوم “عام الثعبان” وفقاً للتقويم الصيني، وتعتبر وسيلة مبتكرة لتحسين الصورة النمطية لهذا الحيوان الذي يثير الكثير من المشاعر المختلطة.
يتيح متجر “بايثونيزم” الذي افتتحه لو تشيه يو في 2017 للزوار فرصة تناول قهوتهم بينما يتفاعلون مع الثعابين. يقدم تشيه يو، صاحب المتجر البالغ من العمر 42 عامًا، للزوار فرصة فريدة للتعرف عن قرب على هذه الكائنات وتعلم كيفية التعامل معها. الفكرة ليست مجرد جذب سياحي، بل تهدف إلى تعليم الناس حول كيفية الاعتناء بالثعابين والتفاعل معها بلطف ورعاية. بالنسبة لتشيه يو، الذي يصطحب ابنته معه إلى المتجر، فإن الهدف هو إزالة الأحكام المسبقة عن هذه الكائنات السامة والتعريف بها في بيئة آمنة.
تعتبر تايوان موطنًا لعدة أنواع من الثعابين، يصل عددها إلى حوالي 60 نوعًا، مما يجعلها منطقة غنية بوجود هذه الكائنات. وفي ظل احتفالات العام القمري الجديد، الذي يبدأ في الرابع من فبراير، أصبحت الثعابين جزءًا من الرموز المنتشرة في المدينة. وتظهر الثعابين في الثقافة الصينية والتايوانية بشكلين مختلفين؛ في بعض الأحيان تُعتبر رمزا للخير والحظ، وفي أحيان أخرى رمزا للشر والتهديد.
الفعالية في “بايثونيزم” تسلط الضوء على الجانب الإيجابي من الثعابين، في وقت يعكف فيه المجتمع التايواني على الاحتفال بالعام الجديد الذي يتوافق مع برج الثعبان. في الثقافة التايوانية، خاصة بين السكان الأصليين الذين يعيشون في المناطق الجبلية شبه الاستوائية، يتم تقديس الثعابين كرموز حارسة للطبيعة. ورغم أن الجزيرة تعد موطنًا لبعض الأنواع الخطرة مثل الأفاعي والكوبرا، فإن عدد الوفيات الناتجة عن لدغاتها نادر للغاية بفضل توافر مضادات السموم في المستشفيات.
هذه التجربة ليست مجرد طريقة لجذب السياح أو محبي الحيوانات فحسب، بل تحمل أيضًا رسالة تعليمية تهدف إلى تغيير التصورات التقليدية حول الثعابين. على الرغم من أن هذه الكائنات غالبًا ما ترتبط بالخوف أو الخطر، فإن متاجر مثل “بايثونيزم” تقدم فرصة لإعادة التفكير في دور الثعبان في البيئة والثقافة.