مهرجان فنون العُلا.. احتفاء بالخط العربي وتكريم للإرث الثقافي
تحتضن العُلا مهرجانًا ثقافيًا فنيًا مميزًا يسلط الضوء على جماليات الخط العربي وأصالته. ينعقد هذا المهرجان بالتعاون مع مؤسسة خولة للفن والثقافة، ويعد فرصة استثنائية للاحتفاء بهذا الفن العريق وتقديمه بشكل مبتكر يعكس روعة التراث العربي.
تعد الفعالية جزءًا من جهود العُلا لتكون مركزًا للإبداع الفني والثقافي في المنطقة، وتتميز بتنوع أقسامها التي تتناول فن الخط العربي من زوايا مختلفة، لتروي قصة هذا الفن العميقة وتعكس أصالته وجمالياته من خلال أنماط معاصرة.
يُعتبر قسم “الخط في طنطورة” أبرز المعالم في المهرجان، حيث يقدم عملاً تركيبيًا مميزًا من تصميم الشيخة خولة بنت أحمد خليفة السويدي. هذا العمل مستوحى من أحد أعمالها الشهيرة تحت عنوان “الحياة”، الذي يعبر عن تداخل الجمال الفني للخط العربي مع لمسات معاصرة تنبض بالحيوية. يعكس هذا العمل تطور الخط العربي ومرونته في التكيف مع الزمن الحديث دون المساس بجوهره الفني.
من جانب آخر، يقدم “الخط جاليري” معرضًا فرديًا للفنان غالب حويلا، الذي يعرض مجموعة من أعماله المستوحاة من الخط العربي باستخدام تقنيات مبتكرة.
يتضمن المعرض أيضًا مجموعة من الأعمال الجماعية التي يشارك فيها فنانون مثل وسام شوكت وعبدالله عكار، بالإضافة إلى تصاميم طباعية للفنان إبراهيم زكي. هذا المعرض يقدم مزيجًا من الأساليب التقليدية والمعاصرة التي تعكس تنوع وثراء هذا الفن على مر العصور.
وفي قسم “بيت الخط”، يتم عرض تجربة فريدة تجمع بين الفنون اليومية وتصاميم راقية. يبرز هذا القسم منتجات مزينة بالخط العربي، مثل العباءات الفاخرة والأثاث الفني، التي تم تصميمها بواسطة ساندرا هابر وهبة.
كما يتم عرض مجموعة من المجوهرات المبتكرة التي نتجت عن تعاون مشترك بين ساندرا وعزة القبيسي، مما يضيف لمسة من الفخامة والحداثة لمنتجات الخط العربي التقليدية.
يُعد المهرجان كذلك فرصة للزوار للاستمتاع بتجربة ثقافية غنية، حيث تم تحويل منزل تاريخي إلى متجر داخلي يعكس الطابع الثقافي المميز للعُلا.
هذا المكان لا يقدم فقط منتجات فنية، بل ينقل الزوار إلى عالم من التاريخ والفن من خلال تصميمه الفريد الذي يجمع بين الماضي والحاضر.
يجسد مهرجان “فنون العُلا” بشكل كامل التزام العُلا بتعزيز دور الخط العربي في السياق الثقافي المعاصر، ويعكس في طياته أهمية هذه الفعالية في دعم الإبداع الفني والنهوض بالفن العربي الأصيل.





