الأخبار

نجران تستقبل موسم حصاد القمح مع اقتراب شهر رمضان

تستعد منطقة نجران لاستقبال موسم حصاد القمح مع حلول شهر مارس، حيث يمثل هذا المحصول عنصرًا أساسيًا في المائدة الرمضانية للمنطقة، خاصة مع الإقبال المتزايد على البُرّ النجراني بأنواعه المختلفة مثل الصمّا، والسمراء، والزراعي.

ويستخدم القمح في تحضير العديد من الأطباق الشعبية التي توارثها الأهالي جيلًا بعد جيل، وعلى رأسها أكلة الرقش التي تحظى بمكانة خاصة على موائد رمضان، باعتبارها جزءًا من الهوية الثقافية والموروث الغذائي لنجران.

يمثل موسم الحصاد تتويجًا لستة أشهر من العمل المتواصل، حيث يبدأ المزارعون زراعة القمح مع بداية شهر أكتوبر من كل عام خلال فصل الشتاء، ليصل المحصول إلى مرحلة النضج الكامل في مارس.

ويحرص المزارعون على استخدام تقنيات حديثة في الزراعة والحصاد، مع المحافظة على جودة المنتج الذي تميزت به المنطقة لعقود طويلة.

سنابل القمح في نجران تبشر بموسم وفير، إذ يعد هذا المحصول من الركائز الأساسية لتحقيق الأمن الغذائي في المملكة. كما أنه يحمل قيمة غذائية عالية دفعت منظمة سلو فود العالمية إلى إدراجه ضمن 13 منتجًا زراعيًا مميزًا في المملكة، مما يعكس أهميته على المستوى المحلي والدولي.

أكد المزارع محمد مسعود العطشان أن حبوب البُرّ السمراء تتميز بجودتها ونقائها، إذ يتم زراعتها دون أي إضافات كيميائية، مما يجعلها من أجود أنواع القمح في المملكة.

وأوضح أن عملية الزراعة تطورت كثيرًا مع دخول المعدات الحديثة في مراحل الحرث والحصاد، مع الحفاظ على الطرق التقليدية التي تمنح المنتج طابعه الفريد.

من جانبه، أشار المزارع محمد سمحان آل منصور إلى أن موسم الحصاد يمثل لحظة فارقة للمزارعين الذين ينتظرونه بترقب، رغم المشقة التي تتطلبها زراعة القمح.

ولفت إلى أن ارتباطهم بزراعة البُرّ النجراني ليس مجرد نشاط اقتصادي، بل هو جزء من هويتهم وتراثهم الزراعي، مؤكدًا أن المزارعين يسعون إلى الحفاظ على هذا الإرث للأجيال القادمة.

في إطار دعم المزارعين، أوضح فهد آل صعب، نائب مدير عام فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بنجران، أن الوزارة تعمل على تثقيف المزارعين من خلال ورش العمل والجولات الميدانية، إضافة إلى برامج التنمية الريفية المستدامة.

كما أطلقت الوزارة مهرجان البُرّ والحبوب الأول العام الماضي، والذي سيقام سنويًا لدعم المزارعين وترويج منتجاتهم على نطاق أوسع.

يمثل القمح جزءًا أساسيًا من المطبخ النجراني، حيث يستخدم في إعداد أكلات تقليدية مثل الرقش، والوفْدّ، والمرضوفة، التي تعتمد بشكل أساسي على البُرّ كمكون رئيسي.

ويواصل المزارعون في نجران تطوير إنتاجهم الزراعي، بما يضمن استدامة هذا المحصول، ويعزز مكانة المنطقة كإحدى أبرز المناطق المنتجة للقمح في المملكة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى