دراسة تكشف تأثير ركوب الدراجات على تقليل الإجازات المرضية للموظفين
أظهرت دراسة حديثة أجراها المعهد الفنلندي للصحة المهنية (FIOH) أن الموظفين الذين يعتمدون على ركوب الدراجات الهوائية في تنقلاتهم اليومية يطلبون إجازات مرضية أقل مقارنة بمن يستخدمون وسائل النقل الأخرى.
وتشير النتائج إلى أن هذه الفئة من العمال تتمتع بصحة أفضل وتقل احتمالية تعرضهم للأمراض التي تؤدي إلى الغياب عن العمل.
الدراسة، التي نُشرت في دورية “SJMSS”، أوضحت أن التنقل بالدراجة لمسافة تصل إلى 60 كيلومترًا يوميًا يسهم في تقوية الجهاز المناعي، مما يقلل فرص الإصابة بالأمراض الشائعة مثل نزلات البرد وأمراض الجهازين التنفسي والهضمي.
ووفقًا للبيانات التي جُمعت من 28 ألف موظف وعامل في فنلندا، فإن نسبة الغياب المرضي لدى راكبي الدراجات أقل بنسبة 18% مقارنة بغيرهم.
اعتمدت الدراسة على تحليل بيانات رسمية صادرة عن الجهات الحكومية الفنلندية خلال عامين متتاليين، حيث تم تتبع أسباب الغياب والخلفيات الصحية للموظفين المشمولين في البحث.
وتُعد فنلندا واحدة من الدول الأوروبية التي تشجع على استخدام الدراجات الهوائية كوسيلة نقل يومية، ما يجعل نتائج الدراسة ذات دلالة قوية على أهمية التنقل النشط في الحفاظ على الصحة العامة.
تتوافق هذه النتائج مع أبحاث سابقة أكدت أن ممارسة النشاط البدني بانتظام تقلل من احتمالات الإصابة بالأمراض المزمنة، وتعزز اللياقة البدنية، وتحسن الصحة النفسية.
وأكد الباحثون أن الموظفين الذين يحافظون على أسلوب حياة نشط يكونون أقل عرضة للإصابة بالأمراض التي تستدعي الإجازات المرضية، مما ينعكس إيجابيًا على الإنتاجية في بيئة العمل.
كما سلطت الدراسة الضوء على أن تبني السياسات الداعمة لاستخدام الدراجات، مثل توفير مسارات آمنة ومواقف مخصصة للدراجات، يمكن أن يسهم في تحسين الصحة العامة وتقليل التكاليف المرتبطة بالرعاية الصحية.
وبحسب الباحثين، فإن تشجيع الموظفين على ركوب الدراجات قد يكون استثمارًا مفيدًا للشركات، حيث يؤدي إلى تقليل فترات الغياب المرضي وزيادة كفاءة العمل.
في ظل تزايد الاهتمام بالصحة العامة وأهمية تبني العادات الصحية في الحياة اليومية، قد تكون نتائج هذه الدراسة دافعًا إضافيًا للحكومات وأصحاب العمل للترويج لاستخدام الدراجات الهوائية كوسيلة نقل رئيسية، مما يعزز من جودة الحياة والصحة الإنتاجية في المجتمع.





