الأخبار

السعوودية تعزز جهودها للحفاظ على النمر العربي وحمايته من الانقراض

يُعد النمر العربي من الرموز المهمة للحياة البرية في المملكة، وهو واحد من أندر أنواع النمور في العالم، حيث يواجه خطر الانقراض بسبب تدمير موائله الطبيعية والصيد غير المشروع.

واعترافًا بأهميته البيئية، أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 10 فبراير يومًا عالميًا للنمر العربي، في خطوة تهدف إلى زيادة الوعي حول ضرورة حمايته والحفاظ عليه.

يعود أصل النمر العربي إلى إفريقيا منذ أكثر من 500 ألف عام، وهو أصغر أنواع النمور حجمًا، إذ يتراوح وزن الذكور بين 30 و40 كيلوجرامًا، بينما تزن الإناث ما بين 25 و35 كيلوجرامًا.

يتميز بلونه البرتقالي الشاحب، مع بقع وردية صغيرة متباعدة على فرائه، ما يمنحه مظهرًا فريدًا يجعله مميزًا بين باقي أنواع النمور.

تعاني أعداد النمر العربي من انخفاض حاد، حيث تشير التقديرات إلى أن أقل من 200 نمر فقط لا يزالون في البرية عبر شبه الجزيرة العربية، هذا التراجع يعود إلى التوسع العمراني، نقص الفرائس الطبيعية، الرعي الجائر، والصيد غير المشروع، مما دفع الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة إلى تصنيفه ضمن الأنواع المهددة بالانقراض بشدة.

في إطار الجهود المبذولة لحماية هذا النوع، أطلقت الهيئة الملكية لمحافظة العُلا عدة مبادرات تهدف إلى استعادة الموائل الطبيعية للنمر العربي، من بينها حملة “وثبة أمل” (Leap of Hope) التي تدعو العالم للمساهمة في الحفاظ على النمر العربي ودعم مشاريعه الاستراتيجية.

كما تم إطلاق برنامج النمر العربي، الذي يركز على إعادة تأهيل البيئة الطبيعية والتوعية المجتمعية، بهدف تحقيق التوازن بين الحفاظ على البيئة والتنمية المستدامة.

محمية إكثار وصون النمر العربي في العُلا، التابعة للهيئة الملكية، تُعد المركز الوحيد عالميًا المتخصص في حماية النمر العربي.

ومنذ تولي الهيئة إدارتها في عام 2021، نجحت في مضاعفة أعداد النمور داخل المحمية، حيث ارتفع العدد من 14 إلى 32 نمرًا، مع تسجيل 12 ولادة جديدة خلال عامي 2023 و2024، مما يعكس التقدم الملموس في برامج التكاثر والحماية.

وفي إنجاز آخر، حصلت المحمية على اعتماد الجمعية الأوروبية لحدائق الحيوان والأحياء المائية (EAZA)، لتكون أول مؤسسة في المملكة تنال هذا الاعتراف، ما يؤكد على التزامها بالمعايير الدولية في حماية الحياة البرية وإكثار النمر العربي.

إضافةً إلى ذلك، تم إنشاء “صندوق النمر العربي” بجهود الهيئة الملكية لمحافظة العُلا، والذي يهدف إلى تمويل المبادرات البيئية وحماية النمر من الانقراض عبر استراتيجيات تعاون دولي فعالة.

ويرأس الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان مجلس أمناء الصندوق، الذي يسعى إلى تعزيز التعاون بين الجهات المعنية وتحفيز المجتمع الدولي للعمل سويًا من أجل إنقاذ هذا النوع النادر.

تمثل هذه الجهود مجتمعة نموذجًا رائدًا في الحفاظ على التنوع البيئي، وتؤكد التزام المملكة بحماية الأنواع المهددة بالانقراض، مما يعزز مكانتها كداعم رئيسي للاستدامة البيئية على مستوى المنطقة والعالم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى