“شتانا ريفي”.. احتفاء بالسياحة الريفية وجمال الطبيعة في جازان

تشهد منطقة جازان في المملكة العربية السعودية تألقًا متزايدًا كوجهة سياحية متميزة، حيث تمتزج فيها الطبيعة الخلابة مع إرث ثقافي عريق، مقدمة للزوار تجربة استثنائية تجمع بين جمال الريف وأصالة التراث. وتبرز هذه الميزات بوضوح في فعالية “شتانا ريفي”، التي تسلط الضوء على السياحة الريفية وتعزز الوعي بأهميتها في تحقيق التنمية المستدامة.
مهرجان يعكس سحر الريف السعودي
في إطار جهود برنامج التنمية الريفية الزراعية المستدامة “ريف السعودية”، انطلقت فعالية “شتانا ريفي” في مزرعة الفل الريفية بمحافظة ضمد، وسط إقبال واسع من الزوار الذين جاؤوا للاستمتاع بأجواء الطبيعة الريفية الساحرة. وتحوّلت الفعالية إلى ملتقى ثقافي وتراثي يعكس أصالة الحياة الريفية، حيث استقبلت المزرعة الضيوف بأجواء مفعمة بالدفء والضيافة السعودية التقليدية.
أجنحة متنوعة تبرز المنتجات المحلية
ضمن أروقة الفعالية، يستكشف الزوار 22 جناحًا تعرض نخبة من المنتجات المحلية، والتي تمثل نتاج المزارعين وأصحاب الحرف التقليدية في المنطقة. من البن السعودي الشهير إلى الفواكه الطازجة والعسل الطبيعي، مرورًا بـ الزيوت العطرية والنباتات الطبية، يجد الزوار فرصة فريدة للتعرف على كنوز الريف السعودي. كما تحتل الحرف اليدوية مكانة بارزة في المعرض، حيث تبرز إبداعات أبناء المنطقة في صناعة السلال والفخار والمشغولات التقليدية التي تعكس هوية التراث الجازاني العريق.
تجربة فريدة من نوعها.. طعام وفنون شعبية
لم تقتصر فعالية “شتانا ريفي” على العروض الزراعية والحرفية، بل امتدت لتشمل تجربة طعام متميزة مستوحاة من المطبخ الريفي، حيث اصطفّت المطاعم والمقاهي وسط المزرعة، مقدمة أشهى الأطباق المحلية للزوار.
وعلى وقع العرضة الجازانية، تفاعل الحاضرون مع العروض الفلكلورية التي أضفت طابعًا احتفاليًا أصيلًا على الفعالية، حيث شكلت الأهازيج الشعبية والألعاب التراثية جسرًا ممتدًا بين الماضي والحاضر، جاذبةً الزوار إلى عالم من التقاليد التي لا تزال تحيا في قلوب أبناء جازان.
دعم المزارعين وتعزيز السياحة الريفية
تمتد “شتانا ريفي” على مدار ثلاثة أيام، لتسهم في تعزيز الوعي بأهمية المنتجات الزراعية المحلية ودورها في دعم الاقتصاد المستدام. كما تسلط الفعالية الضوء على أهمية السياحة الزراعية كرافد اقتصادي جديد يدعم المزارعين والأسر المنتجة، ويعزز مكانة السياحة الريفية كأحد المقومات الرئيسية لجذب السياح من داخل المملكة وخارجها.
بهذا الحدث المتميز، تثبت منطقة جازان أنها ليست فقط موطنًا للطبيعة البكر والثقافة العريقة، بل أيضًا نموذجًا واعدًا لمستقبل السياحة الريفية، حيث يمتزج عبق التراث بروح الضيافة السعودية، مقدّمًا تجربة لا تُنسى لكل من يبحث عن الهدوء، الأصالة، وجمال الريف السعودي.