منحوتات ريفالتا في قلب الرياض.. دمج الفن بالطبيعة في مشهد حضري مميز

شهدت مدينة الرياض اكتمال توزيع منحوتات الفنان الإيطالي دافيدي ريفالتا في حديقة النفل بحي السفارات، ضمن مبادرة “الرياض آرت” بالتعاون مع السفارة الإيطالية.

تأتي هذه الخطوة لتعزيز الفنون في الأماكن العامة، وإضفاء طابع جمالي يعكس التفاعل بين الإنسان والطبيعة في بيئة حضرية متجددة.

تجسد هذه المنحوتات، التي تحمل عنوان “صدى الأرض”، رؤية فنية مستوحاة من الطبيعة، حيث تتناغم مع المحيط الصحراوي وهدوء الواحة المحيطة بالحديقة.

وتضم المجموعة منحوتات لحيوانات برية مثل الفهد، الأسد، اللبؤة، والجاموس، التي تظهر في مشهد هادئ يدعو للتأمل والتفكر في العلاقة بين البشر والحياة البرية.

تمثل هذه الأعمال الفنية رسالة قوية حول أهمية الحفاظ على البيئة واستدامة الأنواع المهددة بالانقراض. فالمنحوتات، التي تبدو وكأنها جزء طبيعي من المشهد، تعكس تمازج الفن بالطبيعة وتعزز الوعي البيئي لدى الزوار، مما يسهم في تحقيق رؤية الرياض كمدينة تحتضن الفنون في فضاءاتها العامة.

منذ انطلاقه عام 2019، نجح برنامج “الرياض آرت” في تقديم أكثر من 550 عملاً فنياً بمشاركة 500 فنان محلي ودولي، إلى جانب تنظيم 6500 فعالية ضمن برنامج الشراكة المجتمعية، وقد استقطبت هذه الفعاليات ملايين الزوار، ما يعكس نجاح المشروع في ترسيخ الرياض كمركز ثقافي عالمي.

ويطمح البرنامج إلى احتضان أكثر من 1000 عمل فني، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 لتعزيز الهوية الثقافية للمدينة.

تُعد حديقة النفل واحدة من المساحات العامة التي تسهم في تحسين جودة الحياة في العاصمة، حيث تجمع بين التصميم الجمالي والطبيعة الخلابة، مما يجعلها وجهة مثالية للاستمتاع بالأعمال الفنية في الهواء الطلق.

بفضل هذا المشروع، تتحول الرياض تدريجياً إلى متحف مفتوح يدمج الفن بالبيئة، مانحاً السكان والزوار تجربة فريدة تعزز من التواصل بين الإنسان والمكان.

تؤكد هذه المبادرات التزام الرياض بتطوير مشهدها الحضري، وتحقيق التوازن بين النمو العمراني والحفاظ على القيم البيئية والثقافية.

ومع استمرار المشاريع الفنية في التوسع، تواصل المدينة تعزيز مكانتها كعاصمة حديثة تحتضن الفنون وتوفر مساحات تفاعلية تعكس تنوعها الثقافي ورؤيتها المستقبلية.