مركبة فضائية أمريكية خاصة تنجح في الهبوط على سطح القمر وتختبر نظام الملاحة العالمي

حققت شركة “فايرفلاي إيروسبايس” إنجازًا فضائيًا جديدًا بعد نجاح مركبتها “بلو غوست ميشن 1” في الهبوط على سطح القمر، لتصبح بذلك ثاني مركبة خاصة تصل إلى القمر بعد المهمة التي سبقتها في فبراير الماضي.
وأعلنت الشركة أن المركبة هبطت في وضعية مستقرة وقائمة بالقرب من “مونس لاتراي”، وهو تشكيل بركاني يقع في منطقة “ماريه كريسيوم” على الجانب الشمالي الشرقي للقمر، مما يعزز من إمكانية نجاح مهمتها العلمية التي تتضمن تجارب متقدمة لدراسة البيئة القمرية.
وفقًا لما أعلنه جيسون كيم، الرئيس التنفيذي لشركة “فايرفلاي إيروسبايس”، فإن المركبة تعمل بكفاءة بعد هبوطها، مشيرًا إلى أن هذا النجاح يعزز من قدرة الشركات الخاصة على تنفيذ مهمات فضائية مستقلة إلى القمر. على عكس المركبة الخاصة السابقة التي هبطت في وضع جانبي، تمكنت “بلو غوست” من تحقيق هبوط ناجح ومستقر، وهو ما سيمكنها من تنفيذ مهامها العلمية كما هو مخطط.
تحمل المركبة على متنها عشر أدوات علمية تابعة لوكالة الفضاء الأمريكية (ناسا)، من بينها جهاز متطور لتحليل تربة القمر، بالإضافة إلى جهاز كمبيوتر مصمم لتحمل الإشعاعات القوية في الفضاء العميق.
ومن أبرز التجارب التي تجريها المركبة، اختبار نظام الملاحة عبر الأقمار الصناعية العالمية (GPS) على سطح القمر، في خطوة تهدف إلى تقييم إمكانية استخدام التكنولوجيا الحالية لتوفير إرشادات دقيقة لمهام استكشاف القمر المستقبلية.
قبل وصولها إلى القمر، التقطت المركبة الفضائية، التي يبلغ ارتفاعها مترين وعرضها 3.5 متر، صورًا مبهرة للأرض والقمر أثناء رحلتها عبر الفضاء.
وكانت “بلو غوست ميشن 1” قد أُطلقت إلى الفضاء في 15 يناير الماضي باستخدام صاروخ “فالكون 9” التابع لشركة “سبيس إكس”، في إطار التعاون المستمر بين القطاعين العام والخاص في مجال استكشاف الفضاء.
تندرج هذه المهمة ضمن برنامج “خدمات الحمولة التجارية إلى القمر” التابع لناسا، وهو مبادرة تهدف إلى دعم الشركات الخاصة في إرسال مركباتها إلى القمر مقابل عقود تجارية، مما يساهم في تقليل تكاليف المهمات العلمية والاستكشافية.
كما تعتبر هذه الخطوة جزءًا من برنامج “أرتميس” الذي تسعى من خلاله الولايات المتحدة إلى إعادة رواد الفضاء إلى سطح القمر خلال السنوات المقبلة، تمهيدًا لرحلات مستقبلية نحو المريخ.
نجاح هذه المهمة يعكس تقدم الشركات الخاصة في قطاع الفضاء، ويؤكد أهمية التعاون بينها وبين وكالات الفضاء الحكومية لتعزيز فهم البشرية للقمر، وتطوير تقنيات جديدة قد تسهم في تمهيد الطريق لإنشاء بنية تحتية دائمة لاستكشاف الفضاء العميق.