سوق البلد في جازان.. ملتقى رمضانـي يجمع التسوق والتراث والأجواء الاجتماعية
يشهد سوق البلد الرمضاني في حي الصفا بمدينة جازان إقبالًا متزايدًا منذ بداية شهر رمضان، حيث يتحول إلى مركز حيوي يجمع بين التسوق، والتجارب التراثية، والفعاليات الاجتماعية والثقافية.
يضم السوق أكثر من 60 موقعًا تجاريًا توفر مجموعة واسعة من المأكولات الشعبية، والحلويات، والتمور، والعصائر الطازجة، مما يجعله وجهة مفضلة للعائلات والأفراد خلال هذا الشهر المبارك.
يمثل السوق تجربة متكاملة تعكس روح رمضان في جازان، حيث يتوافد الزوار قبيل الغروب استعدادًا لتناول الإفطار، فيما تمتد الفعاليات حتى منتصف الليل.
أجواء السوق لا تقتصر على التسوق فحسب، بل تمتد إلى جلسات اجتماعية حيث يلتقي الأصدقاء والعائلات، ويتبادلون الأحاديث والتجارب، مستمتعين بالنكهات التقليدية والأجواء الرمضانية.
منذ لحظة الدخول إلى السوق، تأخذك الأصوات المميزة للباعة والمنادين والمتسوقين، حيث يعرض كل ركن فيه مجموعة من المنتجات التقليدية التي تعكس هوية المنطقة.
توفر الأكشاك المنتشرة فيه أطباقًا رئيسية من المطبخ الجازاني مثل المرسة، والمغش، والمفالت، إلى جانب الحلويات الرمضانية المفضلة مثل الحيسة والمشبك. وبجانب ذلك، يتوفر ركن خاص لبيع التمور بمختلف أنواعها، حيث تعد التمور عنصرًا أساسيًا على موائد الإفطار في المنطقة.
ولا يقتصر السوق على الطعام فقط، بل يمتد ليشمل جانبًا ثقافيًا يعكس تراث جازان الغني. يمكن للزوار تجربة الألعاب الشعبية التقليدية مثل الكيرم، والبلوت، والضمنة، والفرفيرة، التي تجذب مختلف الفئات العمرية، هذه الألعاب ليست مجرد وسائل ترفيه، بل تمثل جزءًا من الموروث الشعبي الذي يتوارثه الأجيال، حيث يجتمع الكبار والصغار حول الطاولات في منافسات ودية تعزز الروابط الاجتماعية.
ويعد السوق فرصة مثالية لدعم الأسر المنتجة، حيث تعرض العديد من السيدات منتجاتهن المنزلية، من المأكولات التقليدية إلى الحرف اليدوية والمشغولات التراثية، هذه المبادرة تعزز الحراك الاقتصادي المحلي، وتمكن الحرفيين من تقديم إبداعاتهم في بيئة داعمة تتيح لهم الوصول إلى أعداد كبيرة من الزوار.
مع استمرار الفعاليات حتى أواخر رمضان، يظل سوق البلد الرمضاني مركزًا يجمع بين التسوق، والتواصل الاجتماعي، وإحياء التراث في أجواء تنبض بالحياة، مما يعكس روح الشهر الفضيل في قلب جازان.





