“اللَهْوَج”.. فن معماري يجسد التراث النجدي في موسم الدرعية

يشكل فن “اللَهْوَج” نموذجًا فنيًا يعكس العمارة النجدية التقليدية، ويعيد إحياء تفاصيلها الأصيلة ضمن فعاليات موسم الدرعية، حيث يدمج بين التراث والحداثة في قالب بصري معاصر، هذه التجربة الفنية تجسد أساليب البناء القديمة التي اشتهرت بها المنطقة، مقدمة رؤية إبداعية تعيد الزوار إلى عمق التاريخ، مع إبراز العناصر المعمارية التي شكلت هوية البيوت النجدية على مدى قرون.
تأتي هذه الفكرة ضمن العمل الفني الذي قدمته الفنانة السعودية خلود البقمي، والذي يُعرض ضمن برنامج ليالي الدرعية، ليكون بمثابة عمل تركيبي يعكس الجمالية البصرية للعمارة النجدية.
يتميز تصميم “اللَهْوَج” بمزيج من النوافذ والفراغات التي لم تكن مجرد عناصر إنشائية، بل كانت تؤدي وظائف عملية، مثل توفير التهوية الطبيعية، وإدخال الضوء، مما يعكس ذكاء الهندسة المعمارية القديمة التي اعتمدت على الموارد المتاحة لتحقيق أقصى استفادة بيئية وجمالية.
هذا العمل الفني لا يقتصر على الجانب البصري فقط، بل يحمل بعدًا ثقافيًا أعمق، حيث يروي حكايات الإنسان النجدي عبر رموز وأشكال معمارية تجسد تفاصيل الحياة اليومية في الماضي.
من خلال إعادة تقديم هذه العناصر في إطار معاصر، يتحول “اللَهْوَج” إلى جسر يربط بين الأجيال، ويؤكد استمرار تأثير التراث في صياغة الهوية الثقافية للمملكة.
موسم الدرعية، الذي يعد أحد أبرز الفعاليات الثقافية والتراثية في المملكة، يحرص على تقديم برامج وأنشطة متنوعة تهدف إلى إبراز تاريخ المنطقة بأساليب حديثة.
الفعاليات المصاحبة لهذا الموسم لا تقتصر على الفنون البصرية فقط، بل تمتد إلى عروض ثقافية وموسيقية مستوحاة من التراث، مما يحوّل الدرعية إلى متحف حي يعيد الزوار إلى حقب تاريخية مختلفة، ويجعلهم يعيشون تجربة أصيلة تعكس حياة الأجداد وأساليب معيشتهم.
يتيح الموسم للزوار فرصة استكشاف أصالة العمارة النجدية من خلال تجارب حسية تتنوع بين المشاهد البصرية، والأصوات التراثية، والتفاعل المباشر مع الأنماط المعمارية التي شكلت طابع البيوت النجدية القديمة.
هذا التفاعل يعزز الارتباط بالهوية المحلية، ويشجع على إعادة استكشاف القيم الجمالية الكامنة في الإرث المعماري للمنطقة.
وبفضل هذا التوجه الذي يجمع بين الأصالة والابتكار، يرسخ موسم الدرعية مكانته كمنصة لإحياء الفنون التراثية في قوالب حديثة، ليظل “اللَهْوَج” شاهدًا على استمرارية التراث السعودي، ودوره في صياغة مستقبل الفنون والثقافة في المملكة.