مشاريع الضيافة تتضاعف في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مع تطلعات لعام استثنائي

شهدت المنطقة في عام 2024 انخفاضًا طفيفًا في قيمة المشاريع المقررة للترسية ضمن قطاع الضيافة، مقارنة بالأعوام السابقة.
وعلى الرغم من هذا التراجع النسبي، لا يزال قطاع الضيافة يحافظ على زخمه، حيث يترقب مقاولو منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مشاريع جديدة تتجاوز قيمتها 60 مليار دولار، والتي في طور التصميم والعطاءات.
ومن المتوقع أن يتم طرح هذه المشاريع في السوق قريبًا، مما يشير إلى نمو محتمل في هذا القطاع الحيوي في السنوات المقبلة.
وفقا لمجلة “ميد”، انخفضت قيمة ترسية مشاريع قطاع الإنشاءات المرتبطة بالضيافة في المنطقة في عام 2024 إلى 6.2 مليار دولار، وهو انخفاض طفيف عن قيمة العقود الممنوحة في عامي 2022 و2023، ومع ذلك، تظل هذه القيمة أعلى من متوسط السنوات الثلاث السابقة، ما يدل على أن السوق لا يزال يشهد استقرارًا نسبيًا.
وعلى الرغم من الأداء الضعيف في ترسية المشاريع العام الماضي، أظهرت البيانات أن هذه المشاريع قد وصلت إلى مستويات جيدة من التقييم حيث تمت ترسية عقود بقيمة 1.3 مليار دولار خلال العام، وكانت المشاريع التي كانت في مرحلة تقديم العطاءات تقدر بـ 5.2 مليار دولار. هذا يشير إلى أن القطاع مستمر في التقدم ولم يشهد توقفًا ملحوظًا.
من جانب آخر، تفوق السوق السعودي على بقية دول المنطقة في نشاط المشاريع المقررة للترسية. حيث بلغت قيمة العقود المقررة في السعودية 4.4 مليار دولار، تلتها الإمارات بعقود تصل إلى مليار دولار، بينما بلغ إجمالي قيمة العقود في بقية الدول الأخرى حوالي 700 مليون دولار، مما يعكس التباين الكبير في حجم النشاط بين هذه الدول.
وتطلعات العام 2025 تحمل تفاؤلًا أكبر. حيث تشير التوقعات إلى مشاريع بمجموع 8.6 مليار دولار في مرحلة العطاءات، منها 3.9 مليار دولار في مرحلة التأهيل المسبق، و2.2 مليار دولار في مرحلة تقديم العطاءات، و2.5 مليار دولار في مرحلة تقييم العطاءات، إذا تم منح هذه المشاريع كما هو متوقع، إلى جانب المشاريع التي تم منح عقودها بالفعل بقيمة 410 ملايين دولار هذا العام، قد يكون عام 2025 أفضل عام لنشاط مشاريع الفنادق في المنطقة منذ عام 2015.
أحد أبرز الدلالات الإيجابية التي أظهرتها “ميد” هو الارتفاع الملحوظ في عدد المشاريع قيد التصميم، ففي مثل هذا الوقت من العام الماضي، كانت قيمة المشاريع قيد التصميم تبلغ حوالي 15 مليار دولار، لكن هذه القيمة شهدت نموًا بنسبة 270% لتصل إلى 56 مليار دولار خلال الاثني عشر شهرًا الماضية، هذا النمو الكبير كان مدفوعًا بالعديد من المشاريع الكبرى، أبرزها مشروع جنوب المتوسط في مصر، الذي يُعد خطة سياحية رئيسية على مساحة 2300 هكتار مربع، بقيمة تقديرية تصل إلى 21 مليار دولار.
تستحوذ المملكة العربية السعودية على النصيب الأكبر من مشاريع الضيافة في المنطقة. حيث تُقدر قيمة المشاريع التي تروج لها المملكة بـ 41.6 مليار دولار، وهو ما يعادل حوالي 50% من إجمالي مشاريع الضيافة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
ومن بين هذه المشاريع البارزة، تأتي المرحلة الثانية من مشروع البحر الأحمر بقيمة 7 مليارات دولار، بالإضافة إلى مشاريع أخرى مثل مشروع المكعب الذي يقدر إجمالي أعماله بحوالي 3 مليارات دولار.
أما في الإمارات، فقد تصدرت مشاريع كبيرة مثل برج إعمار في ميناء خور دبي الذي تصل تكلفته إلى 1.5 مليار دولار، ومنتجع وريزيدنسز جي دبليو ماريوت الذي تقدر قيمته بنحو 1.3 مليار دولار.
وفي سلطنة عمان، شهدت المشاريع السياحية أيضًا نمواً ملحوظًا، مع أبرز المشاريع مثل المرحلة الثالثة من مشروع تلال ينكت التابع لوزارة السياحة بقيمة 500 مليون دولار، بالإضافة إلى منتجع ترامب الذي يقدر تكلفته بـ 500 مليون دولار أيضًا.
تتوقع “ميد” أن يؤدي تنفيذ جزء من المشاريع قيد التصميم، والتي تصل قيمتها إلى 56 مليار دولار، إلى رفع إجمالي الترسيات إلى مستويات قياسية.
ويشير الخبراء إلى أن النشاط في القطاع سيشهد انتعاشًا ملحوظًا ابتداءً من الربع الثاني لعام 2025، حيث من المقرر منح عقود تتجاوز قيمتها 2.5 مليار دولار قريبًا. هذا الأمر يعد بمستقبل واعد لنشاط مشاريع الضيافة في المنطقة، ويعكس تطلعات قوية إلى زيادة التوسع في القطاع السياحي.