وجهات سياحية

العُلا تدخل نادي المدن الذكية بعد اعتماد عالمي يعزز مكانتها الثقافية

سجلت مدينة العُلا إنجازًا جديدًا بانضمامها رسميًا إلى مؤشر المدن الذكية الصادر عن المعهد الدولي للتنمية الإدارية (IMD) لعام 2025، لتصبح بذلك سادس مدينة سعودية تحجز مقعدها ضمن هذا التصنيف الدولي.

جاءت هذه الخطوة تتويجًا لسلسلة من المبادرات والخطط التي تستهدف تحويل العُلا إلى وجهة متكاملة تجمع بين الإرث الحضاري والابتكار الرقمي، في إطار استراتيجية وطنية أوسع تقودها رؤية السعودية 2030.

سبق للعُلا أن تصدرت المشهد العالمي خلال السنوات الأخيرة بسبب ما تحتويه من مواقع تاريخية نادرة، مثل مدائن صالح ومواقع الحِجر وغيرها من الآثار المعترف بها من منظمة اليونسكو، إلا أن انضمامها إلى مؤشر المدن الذكية يمثل تحولًا في طبيعة التنمية التي تشهدها، حيث لم تعد تقتصر على الجانب الأثري فقط، بل امتدت لتشمل التحول الرقمي والبنية التحتية الذكية.

ارتكز مشروع تحويل العُلا إلى مدينة ذكية على توظيف أنظمة متقدمة تعتمد على الذكاء الاصطناعي وتقنيات التحليل الضخم للبيانات، وذلك بالشراكة بين الهيئة الملكية لمحافظة العُلا، وهيئة “سدايا”، وعدد من الجهات الحكومية المعنية بالبنية التحتية والخدمات الرقمية.

استُخدمت هذه التقنيات في مجالات متعددة شملت الحفاظ الرقمي على المواقع الأثرية، وإدارة الحشود، وتطوير حلول تنقل مستدامة، إضافة إلى تعزيز التفاعل السياحي من خلال تطبيقات ذكية تسهّل على الزوار اكتشاف المعالم المختلفة داخل المدينة.

يعكس هذا التصنيف مدى نضج التجربة السعودية في مجال المدن الذكية، حيث أصبحت العُلا سادس مدينة بعد مكة المكرمة، المدينة المنورة، الرياض، جدة، والخبر، تدخل المؤشر العالمي.

يعتمد هذا التصنيف على معايير مركبة تشمل مدى إدراك السكان للتحولات التقنية، ومدى اتساق السياسات التنموية مع احتياجات الناس، والقدرة على الموازنة بين التقنية والبعد الإنساني، إلى جانب قدرة المدن على تقليل الانبعاثات وتحسين استخدام الموارد.

ساهمت العُلا في تهيئة بيئة ذكية تعتمد على الاستخدام الرشيد للتقنيات الرقمية من أجل رفع كفاءة الخدمات العامة، وتحقيق مستوى أفضل من الأمان والراحة للزوار والمقيمين.

واعتمدت مشاريع التطوير على نموذج تشاركي مع المجتمع المحلي، حيث جرى إشراك السكان في المبادرات التقنية، مما ساعد على تحسين مستوى التفاعل مع المشروعات الذكية الجديدة، وخلق فرص عمل ترتبط بشكل مباشر بالاقتصاد الرقمي.

لا يمكن فصل هذا الإنجاز عن الإطار الأوسع الذي تقوده المملكة في سعيها لبناء اقتصاد متنوع يعتمد على المعرفة والابتكار، ويشكل نجاح مدينة العُلا في الدخول إلى تصنيف IMD دليلًا ملموسًا على التحول الممنهج في إدارة المدن، والذي يعتمد على دمج التكنولوجيا مع الخصوصية الثقافية لكل منطقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى