وجهات سياحية

كابادوكيا التركية تسجل ارتفاعًا كبيرًا في أعداد الزوار خلال عطلة عيد الفطر وتحقق نسب إشغال قياسية

استقبلت المتاحف والمواقع الأثرية في كابادوكيا التركية 197,089 زائرًا خلال تسعة أيام فقط من عطلة عيد الفطر، وفق بيانات حديثة صدرت عن مديرية الثقافة والسياحة في نوشهير، في مؤشر واضح على الانتعاش المتزايد للحركة السياحية في المنطقة المدرجة على قائمة التراث العالمي لليونسكو.

جاءت هذه الزيادة متزامنة مع بداية الموسم السياحي الجديد، الأمر الذي اعتبره المعنيون بقطاع السياحة في كابادوكيا نقطة تحول إيجابية بعد فترة من الركود النسبي في الربع الأول من العام.

وأشار تيفيك أولمز، رئيس جمعية أصحاب الفنادق السياحية ومشغلي الفنادق في كابادوكيا، إلى أن هذا التوافد الكبير من الزوار أسهم في رفع معدلات الإشغال الفندقي إلى 95%، متجاوزًا الهدف الموضوع مسبقًا والمحدد بنسبة 80%.

عزا أولمز هذا النمو إلى قرار تمديد إجازة عيد الفطر، حيث أتاح للزوار فترة أطول للتنقل والسفر، خاصة في وجهات تمتلك مقومات جذب متنوعة مثل كابادوكيا.

وأوضح أن الموسم السياحي للعام الحالي بدأ بشكل متواضع، لكن عطلة العيد دفعت النشاط إلى الأمام، ما يشير إلى إمكانية استمرار هذا الزخم خلال الأشهر المقبلة.

أظهرت الأرقام أن متحف جوريم المفتوح كان في طليعة المواقع الأكثر استقطابًا للزوار، إذ سجل 70,516 زيارة خلال العطلة، واحتل موقع باشاباغلر الأثري المركز الثاني بـ51,239 زائرًا، فيما جاءت مدينة كايماكلي تحت الأرض ثالثًا بـ38,134 زائرًا، وشهدت المنطقة بشكل عام كثافة في حركة التنقلات، سواء من الزوار المحليين أو السياح القادمين من خارج تركيا.

في مارس الماضي، أي قبل عطلة العيد، بلغ عدد الزوار للمتاحف والمواقع التاريخية في كابادوكيا 262,131 زائرًا، وهو ما يؤكد وجود اهتمام متزايد بالمنطقة حتى خارج أوقات الذروة.

كما أظهرت البيانات الرسمية أن عدد الزوار في مارس من العام ذاته بلغ 218,479، ما يعني أن عطلة العيد ساهمت في تحقيق قفزة لافتة على مستوى الإقبال السياحي.

استفادت كابادوكيا من عناصر جذب متعددة، من بينها الطابع الجيولوجي الفريد، والمواقع التاريخية المنتشرة على امتداد المنطقة، فضلًا عن خدمات الضيافة والبنية التحتية التي شهدت تطويرًا واسعًا خلال السنوات الأخيرة.

كما تميزت التجربة السياحية هناك بتنوعها، إذ تجمع بين جولات المناطيد، وزيارات المدن تحت الأرض، والتفاعل المباشر مع المعالم الثقافية والتراثية.

أظهرت الأرقام أن السائحين لم يقتصروا على زيارة المواقع الأثرية، بل أسهموا أيضًا في إنعاش قطاعات أخرى مثل الإقامة، والمطاعم، والخدمات السياحية المصاحبة، ما يعزز من الأثر الاقتصادي المباشر للقطاع على المجتمعات المحلية.

يتوقع مسؤولو السياحة في كابادوكيا أن يستمر تدفق الزوار بنفس الوتيرة مع تقدم الموسم السياحي، خاصة مع التوسع المستمر في الحملات الترويجية وتقديم حوافز للسياح من عدة دول أوروبية وآسيوية.

وتعمل الجهات المحلية على تحسين تجربة الزائر من خلال تطوير الخدمات الرقمية، وتسهيل الوصول إلى المواقع التراثية، ورفع جاهزية البنية التحتية لخدمة أعداد أكبر من الزوار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى