الأخبار

الذكاء الاصطناعي يتخطى اجتياز اختبار تورينج

نجح روبوت دردشة يعمل بالذكاء الاصطناعي في اجتياز اختبار تورينج، الذي كان يعد لفترة طويلة المعيار النهائي لتقييم قدرة الآلات على محاكاة الذكاء البشري، وقد أثار هذا النجاح جدلًا واسعًا في الأوساط العلمية، حيث يعد اختبار تورينج أحد أبرز المحكات التي تقيس مدى قدرة الآلات على التقليد الذكي للبشر.

قام باحثان في جامعة كاليفورنيا في سان دييجو بتنفيذ دراسة جديدة أعادت طرح الجدل حول فاعلية اختبار تورينج كمقياس حقيقي لذكاء الآلات.

تهدف الدراسة إلى تقييم أداء أربعة نماذج لغوية كبيرة عبر اختبار تفاعلي مع متطوعين، حيث كان من المقرر أن يحدد المتطوعون أي من المشاركين كان إنسانًا وأيهم كان نموذجًا من نماذج الذكاء الاصطناعي.

ركزت الدراسة على أربعة نماذج لغوية: النموذج القديم “ELIZA” الذي يعود إلى الستينيات، و”GPT-4o”، و”LLaMa-3.1-405B”، وأحدث نموذج “GPT-4.5”. في هذه التجربة، كان على المتطوعين التفاعل مع الشهود عبر رسائل نصية في جولات متعددة.

كان أحد الشهود إنسانًا حقيقيًا، بينما كان الآخر نموذجًا من نماذج الذكاء الاصطناعي. وفي النهاية، كان على المحققين تحديد أي منهم كان الإنسان.

أظهرت نتائج الدراسة أن نموذج “GPT-4.5” كان الأكثر نجاحًا في محاكاة الإنسان، حيث تمكن من إقناع المحققين بنسبة 73% من الحالات.

في المقابل، حقق نموذج “LLaMa-3.1-405B” أداءً جيدًا بنسبة 56%، بينما فشل النموذجان الآخران “ELIZA” و”GPT-4o” في خداع المحققين إلا في حالات قليلة بنسبة 23% و21% على التوالي.

يعيد هذا النجاح طرح الأسئلة حول فعالية اختبار تورينج في قياس الذكاء الاصطناعي. تاريخيًا، كان هذا الاختبار مثارًا للجدل، حيث اعتبره البعض مقياسًا غير دقيق لأنه يقتصر على محاكاة السلوك البشري دون التطرق إلى التفكير العميق، ومع ذلك، فإن تجاوز الذكاء الاصطناعي لاختبار تورينج يشير إلى تقدم كبير في قدرات الآلات على محاكاة الذكاء البشري.

ابتكر آلان تورينج هذا الاختبار في عام 1948 كوسيلة لتقييم ذكاء الآلات، ورغم مرور أكثر من سبعة عقود على ابتكار هذا الاختبار، فإن نجاح الآلات الحديثة في اجتيازه يشير إلى أن الذكاء الاصطناعي قد اقترب أكثر من محاكاة التفكير البشري.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى