الرياض تحتضن المنتدى الدولي للأمن السيبراني لبحث مستقبل الفضاء الرقمي العالمي

تنطلق في العاصمة السعودية الرياض أعمال النسخة الخامسة من المنتدى الدولي للأمن السيبراني خلال يومي 1 و2 أكتوبر المقبل، برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وبإشراف الهيئة الوطنية للأمن السيبراني، تحت شعار “تعزيز المكتسبات المشتركة في الفضاء السيبراني”.
يشهد المنتدى حضور شخصيات قيادية من مختلف دول العالم، تضم مسؤولين حكوميين وصنّاع قرار ومختصين في الأمن السيبراني والتقنيات الحديثة.
ويهدف الحدث إلى فتح نقاش عالمي واسع حول التحديات والفرص في الفضاء الرقمي، وتفعيل التعاون بين الدول والمؤسسات لتأسيس بنية رقمية آمنة تعزز من استقرار المجتمعات وتدعم نمو الاقتصاد العالمي.
يتناول المنتدى في دورته المقبلة خمسة محاور تمثل جوهر التحولات الراهنة في مشهد الأمن السيبراني العالمي،يركّز المحور الأول على تقليص الفجوات الدولية في مجال الأمن الرقمي عبر آليات تعاون ملموسة، بينما يستعرض المحور الثاني أبعاد الاقتصاد السيبراني بمفهومه الحديث، بما في ذلك آليات تمكين القطاع الخاص وتوظيف الابتكار الرقمي في دعم النمو الشامل، أما المحور الثالث فيتناول مسألة الشمول السيبراني وضمان استفادة الجميع من التطور الرقمي دون إقصاء أو تهميش.
يعالج المحور الرابع فهم أنماط السلوك الإنساني في البيئة الرقمية، لما له من أثر في تطوير حلول استباقية تعزز الحماية السيبرانية، ويركز المحور الخامس على الفرص النوعية التي يمكن أن تنشأ عن التقدم التكنولوجي، خاصة مع تصاعد الاعتماد على الذكاء الاصطناعي وتقنيات سلاسل الكتل والتحول السريع نحو الرقمنة في القطاعات الحيوية.
يسعى المنتدى إلى إرساء مبدأ الشراكة الدولية في مواجهة التحديات المتزايدة التي تفرضها البيئة الرقمية، من خلال حوارات استراتيجية واجتماعات عالية المستوى تفتح الطريق لتبادل الخبرات والتجارب وتنسيق المواقف.
كما يعمل على بناء أرضية معرفية مشتركة بين الدول لمواكبة التغيرات التقنية المتسارعة، وتهيئة مناخ دولي يعزز التعاون في سبيل رفع كفاءة منظومات الأمن السيبراني.
يؤكد المنظمون أن المنتدى لا يقتصر على تبادل الآراء، بل يستهدف بلورة سياسات فاعلة قابلة للتطبيق، خصوصًا في ظل تصاعد التهديدات الرقمية التي باتت تمس مصالح الدول واقتصاداتها وأمنها الداخلي.
ويعكس المنتدى التزام المملكة بدورها العالمي كمحور للتنسيق السيبراني الدولي، من خلال دعم مبادرات التنمية الرقمية، وتمكين الكوادر الوطنية، وبناء القدرات التقنية المتخصصة، وتطوير البنية التحتية للفضاء السيبراني.
منذ انطلاقه في عام 2020، رسّخ المنتدى موقعه كمنصة عالمية لصياغة التوجهات المستقبلية في مجال الأمن السيبراني، وعزز من مساهمة المملكة في صناعة السياسات الدولية المرتبطة بالتقنية والرقمنة.
وتمكنت دوراته السابقة من جمع الآلاف من الخبراء والقيادات، وتوليد شراكات مؤسسية جديدة، وإطلاق مبادرات نوعية تصب في مصلحة الأمن الرقمي العالمي.
تتطلع المملكة من خلال هذه النسخة إلى تأكيد حضورها الدولي في المشهد السيبراني، وتعميق علاقاتها مع الشركاء الدوليين في ظل بيئة رقمية تحتاج إلى تكامل الجهود وتبادل المعرفة في الوقت المناسب وبالآليات الفاعلة.