السياحة في اليابان تحقق أرقامًا قياسية مع استقبال 10 ملايين سائح في الربع الأول من 2025

شهدت اليابان زيادة غير مسبوقة في عدد السياح الوافدين إليها خلال الربع الأول من عام 2025، حيث بلغ إجمالي عدد الزوار 10.54 ملايين سائح، وذلك بدعم من الارتفاع الكبير في أعداد السياح الأجانب، خاصة في شهر مارس الماضي.
وقد أسهم ضعف الين الياباني بشكل ملحوظ في تعزيز هذا النشاط السياحي، ما انعكس بشكل إيجابي على الأرقام السياحية للبلاد.
جاءت هذه الزيادة في الوقت الذي تُعد فيه اليابان واحدة من الوجهات السياحية الأكثر جذبًا للمسافرين من مختلف أنحاء العالم.
زيادة أعداد السياح بشكل غير مسبوق
أظهرت بيانات من المنظمة الوطنية اليابانية للسياحة أن 3.5 ملايين سائح زاروا اليابان في شهر مارس فقط، مما ساهم في تجاوز العدد الإجمالي للسياح الوافدين إلى 10 ملايين سائح في الربع الأول من العام.
وبالمقارنة مع العام الماضي، حيث بلغ عدد الزوار في نفس الفترة نحو 10 ملايين سائح في أبريل 2024، فإن هذا الرقم يعكس زيادة كبيرة في النشاط السياحي داخل اليابان.
يتوقع الخبراء أن يتجاوز عدد السياح الوافدين في عام 2025 الرقم القياسي الذي تحقق في العام الماضي، والبالغ 36.87 مليون سائح، وذلك في حال استمر هذا الاتجاه التصاعدي.
تأثير موسم تفتح أزهار الكرز على السياحة
كان لموسم تفتح أزهار الكرز في اليابان دور بارز في جذب السياح، خاصة في شهر مارس، حيث تعد هذه الفترة من أبرز الفصول السياحية في البلاد، جذب هذا الموسم العديد من الزوار من الولايات المتحدة وكندا، الذين توافدوا بأعداد قياسية للاستمتاع بجمال المناظر الطبيعية التي تزخر بها اليابان في هذا الوقت من العام.
ارتفاع الإنفاق السياحي
لم تقتصر الزيادة في عدد السياح على الأعداد فقط، بل شهدت أيضًا زيادة في الإنفاق السياحي، حيث أظهرت البيانات الرسمية أن إنفاق الزوار الأجانب خلال الفترة من يناير إلى مارس بلغ 2.27 تريليون ين ياباني (ما يعادل 16 مليار دولار أمريكي).
ويمثل هذا الرقم زيادة بنسبة 28.4% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. ويعتبر الإنفاق السياحي من أبرز القطاعات الاقتصادية في اليابان، حيث يُعدّ من المصادر المهمة للعائدات الاقتصادية.
السياحة كمصدر اقتصادي حيوي
تعتبر السياحة أحد القطاعات الحيوية في الاقتصاد الياباني، حيث تساهم في تعزيز الصادرات وزيادة العائدات الوطنية. تعد مشتريات الزوار الأجانب، التي تصنف ضمن الصادرات في الحسابات القومية، ثاني أكبر قطاع تصديري في اليابان بعد صناعة السيارات.
كما أن هذه الزيادة في الإقبال السياحي تتجاوز صادرات المكونات الإلكترونية، مما يعكس أهمية السياحة كأداة استراتيجية لدعم الاقتصاد الوطني.
التوقعات المستقبلية للسياحة في اليابان
مع استمرار تحسن الأوضاع الاقتصادية العالمية، يتوقع الخبراء أن تواصل اليابان استقطاب أعداد كبيرة من السياح في الأشهر القادمة، خصوصًا مع تزايد رحلات الطيران المباشرة وتحسين البنية التحتية السياحية، كما يُتوقع أن تزداد أعداد السياح القادمين من مختلف القارات، مما يعزز مكانة اليابان كوجهة سياحية عالمية.
يُعد القطاع السياحي في اليابان بمثابة محرك اقتصادي رئيسي في الوقت الراهن، ويستمر في تحقيق أرقام قياسية، ما يعكس قدرة اليابان على استقطاب الزوار من مختلف أنحاء العالم.
من المتوقع أن تواصل اليابان استثمارها في تحسين التجربة السياحية، بما في ذلك توسيع شبكة النقل، وتحسين التجهيزات السياحية، وزيادة العروض الترفيهية والثقافية، بما يساهم في جذب المزيد من السياح في المستقبل.