سوشيال ميديا

آلاف الورود تستقطب الزوار للجبل الأخضر العماني

يشهد الجبل الأخضر في سلطنة عمان تدفقًا سياحيًا ملحوظًا مع حلول موسم تفتح الورد العماني، حيث تتزين المرتفعات العالية بألوان الورد الزاهية التي تكتمل لوحتها الطبيعية مع خضرة المدرجات الزراعية.

ويقع الجبل الأخضر على ارتفاع يزيد عن 3 آلاف متر فوق سطح البحر بمحافظة الداخلية، على بعد نحو 242 كيلومترًا غرب العاصمة مسقط، ويمتد موسم الورد من منتصف مارس حتى أوائل مايو، ويعد واحدًا من أهم الفعاليات الزراعية ذات البعد السياحي في البلاد.

تتوزع أشجار الورد البالغ عددها أكثر من خمسة آلاف شجرة على قرى الجبل مثل سيق، والعين، والشريجة، ووادي بني حبيب، فوق مدرجات صخرية تعتمد على الزراعة التقليدية التي توارثها سكان المنطقة.

وتغطي زراعة الورود مساحة تتراوح بين سبعة وعشرة أفدنة، وفق بيانات رسمية، حيث تشكل هذه المساحات موردًا اقتصاديًا موسميًا يعزز دخل الأهالي، ويعزز قيمة التراث الزراعي العماني.

تبدأ عملية قطف الورد يوميًا عند شروق الشمس، عندما تكون الأزهار في ذروة نضارتها، مما يساعد على الحفاظ على نقائها وجودة الرائحة، وينقل المزارعون الزهور مباشرة بعد جمعها إلى بيوت التقطير المحلية، حيث يتم استخلاص ماء الورد العماني الذي يُعرف بجودته العالية ويُستخدم في صناعة العطور والتجميل وبعض أنواع الأغذية.

ويشارك الزوار القادمون من داخل السلطنة وخارجها في الفعاليات المصاحبة لموسم الحصاد، بما في ذلك جولات المشي وسط مزارع الورد، والمشاركة الفعلية في القطف، وحضور جلسات تقطير ماء الورد، والاستماع إلى المزارعين الذين يروون قصصهم وتجاربهم، ويجمع هذا النشاط بين السياحة البيئية والتعليمية، حيث يوفر للزائر تجربة مباشرة مع أحد أبرز معالم الهوية الريفية في عُمان.

يتحول موسم الورد إلى حدث سنوي ينتظره السكان والسياح، ويمنح الجبل الأخضر حضورًا قويًا على خريطة الوجهات الطبيعية والسياحية في المنطقة، كما يسهم في دعم المجتمعات المحلية والحفاظ على التقاليد الزراعية التي تشكل جزءًا من الشخصية الثقافية العمانية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى