وجهات سياحية

رحلة فاخرة ومتكاملة في مدينة كان الفرنسية

تأخذكِ مدينة كان الفرنسية، الواقعة على الريفييرا الساحرة، في تجربة سياحية مترفة تمتزج فيها ملامح الفخامة بالتاريخ والثقافة والطبيعة الخلابة، ضمن لوحة تجذب السياح العرب خصوصًا، لما توفره من راحة وانسجام مع الذوق الرفيع والميل للاسترخاء المترف.

تبدأ المغامرة في قلب شارع أنتيب، ذلك الشارع النابض بالحياة والموضة والذي يُعد محطة لا غنى عنها لكل من تبحث عن تجربة تسوق مترفة ومتكاملة، حيث تصطف المحلات الراقية والعطور الفرنسية الفاخرة والبوتيكات الحصرية على جانبي الطريق الذي يمتد بمحاذاة شارع الكروازيت الشهير.

يمنحكِ شارع أنتيب فرصة لمراقبة الحياة اليومية للمدينة الفرنسية الشهيرة، بدءًا من المارة إلى السيارات الرياضية الفاخرة وحتى القطار السياحي الذي يمر أحياناً بين المتاجر والمقاهي الأنيقة.

لا تكتمل التجربة دون التوقف في أحد المقاهي الراقية لتناول حلوى الماكرون في “لادوريه”، وهي محطة تذوق شهيرة بفضل نكهاتها المتميزة وقشرتها المقرمشة، ويُعد الشارع وجهة مفضلة للزوار العرب لما يتميز به من أجواء تجمع بين الأصالة الفرنسية والحداثة العالمية.

تفتح لكِ مدينة كان كذلك بوابة للتاريخ والثقافة من خلال زيارة متحف استكشافات العالم في حي السوكيه العتيق، وهو متحف يحتضنه دير من العصور الوسطى تحيط به حديقة متوسطية وتزينه إطلالات خلابة على الساحل.

يضم المتحف قطعاً أثرية نادرة من حضارات البحر الأبيض المتوسط، ولوحات فنية من القرن التاسع عشر، إضافة إلى قطع من أوقيانوسيا والهملايا وآلات موسيقية فريدة من أنحاء العالم، ويمكنكِ الصعود إلى قمة البرج الروماني العتيق لتشاهدي المدينة من ارتفاع يمنحكِ منظورًا بانوراميًا يخطف الأنفاس.

ولا تكتمل الرحلة في كان دون زيارة جزر ليرين، تلك الجواهر البحرية القابعة على بعد دقائق من شاطئ المدينة، تُعد جزيرتا سانت مارغريت وسانت أونورات وجهتين مثاليتين للاستجمام والتأمل وسط الطبيعة، حيث رائحة الصنوبر تملأ الأجواء، والمسارات المزروعة تأخذكِ في جولة بين الأشجار والمعالم التاريخية، ويمكن استكشاف الجزيرة سيرًا على الأقدام أو بالدراجات الهوائية، وسط أجواء من الهدوء والاسترخاء التام.

كما تنفتح الطبيعة على رحابة أكبر في متنزه لا كروا دي غارديس، حيث تتنوع المشاهد بين الغابات والمروج ونقاط المراقبة التي تكشف البحر وجزر ليرين وسفوح جبال الألب في أفق ساحر.

يمتد المتنزه على مساحة شاسعة تتيح للسائحين المشي والتأمل أو ممارسة الرياضة على مسار لياقة متكامل مزود بمعدات حديثة، ما يمنح الزوار تجربة ترفيهية وصحية متكاملة.

أما حي “لا كالي فورني” فهو قلب الرقي والخصوصية في المدينة، حيث تحتضن الأشجار الكثيفة الفلل التاريخية، ومنها فيلا دوميرغ التي تمثل تحفة فنية مستوحاة من العمارة الفينيسية.

يُعرف الحي بأنه موطن النجوم والمشاهير، ويكتمل سحره خلال مهرجان كان السينمائي عندما تتحول حدائقه إلى فضاءات استثنائية تحتضن أرقى الفعاليات.

إن زيارة مدينة كان ليست مجرد رحلة سياحية بل تجربة غنية بالتنوع والثراء، تناسب المسافر العربي الباحث عن الأناقة والثقافة والهدوء، في مدينة تفتح ذراعيها لكل من يرغب بتجربة لا تُنسى على ضفاف المتوسط.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى