الأخبار

تقنيات ذكية ترتقي بخدمات الحج والعمرة

أطلقت المملكة العربية السعودية جملة من المبادرات الرقمية والتطبيقات الذكية مع انطلاق موسم حج عام 1446 هـ، بهدف تسهيل رحلة ضيوف الرحمن وتقديم تجربة استثنائية ترتقي إلى مستوى التطلعات، وتعكس المكانة الريادية للمملكة في خدمة الحرمين الشريفين.

وجاء اعتماد الحلول التقنية كخيار استراتيجي ضمن خطط التحول الرقمي، التي تُعد ركيزة أساسية في إدارة مواسم الحج المعقدة، وتلبية احتياجات ملايين الحجاج القادمين من أنحاء العالم.

ركزت الجهود هذا العام على تعزيز تجربة الحاج من لحظة وصوله وحتى مغادرته، وذلك من خلال مجموعة متكاملة من التطبيقات والمنصات الذكية التي تقدم خدمات فورية متعددة اللغات.

وتعد المدينة المنورة نموذجاً بارزاً في هذا التوجه، كونها تشكل المحطة الأولى لعشرات الآلاف من الزوار، حيث وفرت الجهات المعنية خدمات رقمية مرنة تشمل الإرشاد المكاني، وتنظيم الحشود، وتحديثات آنية حول المواقع الدينية والخدمية، ما يسهّل حركة الحجاج ويختصر عليهم الوقت والجهد.

وساهمت المنصات الرقمية في تحويل تجربة الحاج إلى رحلة مدعومة بالبيانات والتقنيات التفاعلية، فعند الوصول إلى مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي، يمكن للحاج مباشرة استخدام تطبيقات الملاحة الذكية التي ترشده إلى أماكن إقامته، وتنقله داخل المدينة، وتزوده بمعلومات دقيقة عن المسجد النبوي ومداخل الروضة الشريفة.

كما تم تفعيل خرائط تفاعلية داخل التطبيقات لتحديد مواقع النقل الترددي، والمساجد التاريخية مثل مسجد قباء، وجبل أحد، وغيرها من المعالم الإسلامية المهمة في المدينة.

وبرزت منصة “نسك” كواحدة من أبرز الحلول الرقمية الناجحة، حيث مكّنت المستخدمين من حجز مواعيد الزيارة إلى الروضة الشريفة إلكترونيًا بكل سهولة، فيما لعبت منصة “توكلنا” دوراً محورياً في تمكين الحجاج من الوصول السريع إلى الخدمات الطبية، من خلال خاصية تحديد أقرب مركز صحي، وحجز المواعيد، إلى جانب إتاحة خدمات الإسعاف بشكل فوري.

كما أضيفت إمكانيات الذكاء الاصطناعي إلى بعض المنصات، ما أتاح الرد على استفسارات الحجاج بلغاتهم الأصلية وبشكل لحظي.

وتأتي هذه التطورات ضمن منظومة عمل تشاركية تقودها وزارة الحج والعمرة بالتنسيق مع هيئة البيانات والذكاء الاصطناعي “سدايا”، ومختلف الجهات الحكومية ذات العلاقة، لضمان تقديم أفضل مستويات الخدمة، والاستفادة من التكنولوجيا في إدارة الحشود، وتقليل التكدس، وتحسين جودة الخدمات.

ويُعد ما يشهده موسم حج 1446 هـ من قفزات نوعية في توظيف التقنية دليلاً على النجاح المتواصل الذي تحققه المملكة في هذا المجال الحيوي، بما ينسجم مع مستهدفات رؤية السعودية 2030 في بناء مدن ذكية، وتعزيز تجربة الزائر، وجعلها أكثر يسرًا وثراءً على المستويين الروحي والعملي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى