موسكو تعزز تعاونها السياحي مع السعودية بنمو قياسي

أعلنت لجنة السياحة في مدينة موسكو عن استمرار جهودها لتعزيز علاقاتها السياحية مع المملكة العربية السعودية، حيث استكملت اللجنة جولتها في الشرق الأوسط بزيارة رسمية إلى السعودية بهدف توطيد الشراكات طويلة الأمد وتوسيع نطاق التعاون السياحي مع المسافرين السعوديين.

وتهدف هذه المبادرة إلى جذب المزيد من السياح من المملكة إلى العاصمة الروسية، حيث تعكس هذه الخطوة أهمية السوق السعودي كوجهة سياحية نشطة ومتنامية على المستوى العالمي.

ويشهد قطاع السياحة بين موسكو والمملكة نمواً كبيراً، حيث ارتفع عدد الزائرين السعوديين إلى موسكو بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة، مسجلاً زيادة بنحو 5.7 أضعاف مقارنة بالعام السابق.

تضاعفت أعداد السياح السعوديين القادمين إلى موسكو من 9,300 زائر في عام 2023 إلى 52,400 في عام 2024، وهو ما يعكس نتائج مباشرة لتطبيق نظام التأشيرة الإلكترونية وتكثيف الحملات الترويجية التي سهّلت إجراءات السفر وأثارت وعي المسافرين بأهمية الوجهة الروسية.

وفي إطار هذه العلاقات المتينة، عقدت اجتماعات في الرياض بين المسؤولين السعوديين والوفد السياحي من موسكو لمناقشة فرص التعاون المشترك وتعزيز التبادل الثقافي والسياحي، متماشية مع أهداف رؤية السعودية 2030 التي تسعى إلى تعزيز السياحة الدولية وتوطيد العلاقات الثقافية مع العالم.

أكد يفغيني كوزلوف، رئيس لجنة السياحة في موسكو، أن ارتفاع اهتمام السياح السعوديين بالعاصمة الروسية يشير إلى الدور المتزايد الذي تلعبه موسكو كوجهة تجمع بين التراث العريق، والثقافة النابضة بالحياة، فضلاً عن المعالم السياحية الحديثة.

وتابع أن موسكو استقبلت في الربع الأول من عام 2025 نحو 9,900 زائر سعودي، بزيادة قدرها 1.5 مرة مقارنة بنفس الفترة من العام السابق، كما تم إصدار أكثر من 80,000 تأشيرة إلكترونية للسعوديين منذ أغسطس 2023، ما جعل السعودية ثاني أكبر دولة تحصل على التأشيرة.

تقدم موسكو تجربة سياحية متكاملة تجمع بين التاريخ العريق والبنية التحتية الحديثة، مع تقديمها تسهيلات مميزة للزوار المسلمين من السعودية، مثل وجود فنادق تقدم وجبات حلال ومرافق للصلاة، بالإضافة إلى دليل خاص للمسلمين يضم أكثر من 30 مطعماً يقدم مأكولات حلال في مختلف أنحاء المدينة.

وتستعد موسكو خلال موسم الصيف لاستضافة سلسلة من المهرجانات الثقافية المتنوعة التي تتيح تجارب تفاعلية وممتعة للعائلات، مثل مهرجان الحدائق والزهور الذي يحول المساحات العامة إلى لوحات فنية مبهرة، ومهرجان مسرح بوليفارد الذي يقدم عروضاً في الهواء الطلق وسط شوارع المدينة، إضافة إلى فعاليات أخرى كبرنامج قصور موسكو ومهرجان الجاز وبطولات الشطرنج في الهواء الطلق.

وتجسد هذه الفعاليات الطموح الكبير الذي تبديه موسكو في جعل المدينة وجهة جاذبة وسهلة الوصول لزوار الشرق الأوسط، من خلال توفير تجارب ثقافية غنية ومتنوعة تلبي اهتمامات مختلف فئات السياح، وتعزز مكانة موسكو كوجهة سياحية عالمية بارزة.