كرواتيا وجهة سياحية صاعدة لعشاق التنوع الطبيعي

تجذب كرواتيا أنظار المسافرين الباحثين عن تجارب تجمع بين التاريخ والطبيعة والبحر، إذ تمتد هذه الدولة الأوروبية على شواطئ البحر الأدرياتيكي، وتُعد من أكثر الوجهات تنوعًا في أوروبا من حيث الأنشطة والمعالم، شهدت السنوات الأخيرة ارتفاعًا في عدد الزوار إليها، بفضل ما توفره من خيارات متعددة تناسب مختلف الأذواق والميزانيات.
تبرز مدينة دوبروفنيك كواحدة من أكثر الوجهات شهرة داخل كرواتيا، حيث تُعرف بـ”لؤلؤة الأدرياتيكي”، تتميز بأسوارها التاريخية التي تعود إلى العصور الوسطى، وقد نالت شهرة عالمية بعدما استخدمت كأحد مواقع تصوير مسلسل “Game of Thrones”، ويقصدها الزوار للاستمتاع بالمشي على الأسوار ومشاهدة البحر من زوايا بانورامية.
تحتوي كرواتيا على أكثر من ألف جزيرة تمتد على طول ساحلها، وتُعرف بشواطئها الصافية ذات المياه الكريستالية، هذه الجزر توفر أجواء هادئة مناسبة لمحبي العزلة، وكذلك لعشاق الرياضات البحرية مثل الغوص والتجديف، ومن بين هذه الجزر، تبرز جزيرة هفار كوجهة مفضلة لعشاق الشواطئ والحفلات.
يُعد منتزه بليتفيتش الوطني من أبرز المعالم الطبيعية في كرواتيا، حيث يحتوي على سلسلة من الشلالات المتدرجة وسط غابات خضراء كثيفة.
المنتزه مُدرج ضمن قائمة التراث الطبيعي العالمي لليونسكو، ويستقطب الزوار على مدار العام لممارسة رياضة المشي واستكشاف الممرات المائية.
تجمع مدينة سبليت بين الطابع الروماني والحياة العصرية، وتضم قصر دقلديانوس التاريخي الذي بُني في القرن الرابع، ويقع وسط المدينة القديمة.
تُعد سبليت من أنشط المدن الساحلية، حيث تنتشر فيها المطاعم والمقاهي والأسواق، إلى جانب النشاطات البحرية التي تنطلق من مرفأها إلى الجزر المجاورة.
توفر كرواتيا تجربة مميزة لمحبي المغامرات، إذ يمكن ممارسة أنشطة مثل تسلق الجبال في المناطق الجبلية شمال البلاد، أو التجديف في الأنهار، أو حتى التخييم في المناطق الريفية، وتوفر الدولة بنية تحتية جيدة تسهّل الوصول إلى هذه الوجهات دون الحاجة إلى تكلفة باهظة.
ينعكس تنوع كرواتيا أيضًا في ثقافتها ومطبخها، حيث يمكن تذوق أطباق تعتمد على زيت الزيتون والمأكولات البحرية، إلى جانب نكهات متأثرة بالمطبخين الإيطالي والبوسني.
وتُعد الأسعار معتدلة مقارنة بوجهات أوروبية أخرى، كما أن قرب كرواتيا من دول مثل ألمانيا والنمسا يجعلها خيارًا سهل الوصول.
لمن يخطط للسفر منها إلى البوسنة والهرسك، تُعد الوسائل البرية عبر الحافلات أو استئجار السيارات من أسهل الطرق، إذ يمكن الوصول من دوبروفنيك إلى موستار خلال ساعات قليلة، مما يتيح للسائح الجمع بين وجهتين مختلفتين في رحلة واحدة دون الحاجة إلى إجراءات معقدة.