مدن عربية تتصدر قائمة أقدم عشر مدن بالعالم

كشفت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو)، في تقرير حديث صادر عن قسم البحوث التاريخية، أن تسعًا من بين أقدم عشر مدن في العالم هي مدن عربية، ما يعكس عمق الجذور الحضارية في المنطقة العربية، ويعيد التأكيد على أن مهد التاريخ الإنساني الأول انطلق من قلب الشرق.

التقرير استند إلى دراسات أثرية موثقة وسجلات تاريخية دقيقة، دون احتساب المدن التي تعود إلى حضارات بائدة مثل مدائن صالح وثمود، والتي تُعتبر بدورها من أقدم المواقع الأثرية على وجه الأرض.

أظهر التقرير أن مدينة صنعاء، عاصمة اليمن، جاءت في مقدمة الترتيب، بعمر يُقدّر بـ12,200 عام، مما يجعلها أقدم مدينة مأهولة في العالم لا تزال قائمة حتى اليوم.

وتعود أهمية صنعاء إلى موقعها الجغرافي والتاريخي الذي جعلها مركزًا تجاريًا وسياسيًا في مختلف العصور، كما أنها تزخر بعمارة فريدة تعكس التنوع الثقافي والتراثي للمنطقة.

وتلتها مدينة أريحا الفلسطينية بعمر يناهز 10,600 سنة، وهي المدينة التي تُعد من أولى المستوطنات البشرية التي قامت فيها زراعة ممنهجة وتشييد للهياكل السكنية والدفاعية.

في المرتبة الثالثة جاءت مدينة دمشق السورية، بعمر يصل إلى 9,200 سنة، لتؤكد مرة أخرى مكانة سوريا التاريخية كمهد لحضارات عدة.

أما مدينة الإسكندرية المصرية، فاحتلت المرتبة الرابعة بعمر 7,900 سنة، رغم أن شهرتها ترتبط بالإسكندر الأكبر، إلا أن المنطقة كانت مأهولة قبل تأسيس المدينة المعروفة اليوم.

وتضمنت القائمة أيضًا مدنًا سورية أخرى مثل اللاذقية (7,300 سنة) والرقة (4,000 سنة)، وكذلك مدينة حلب التي تُعتبر من أبرز المراكز التجارية والعمرانية في التاريخ القديم، رغم أنها جاءت في المركز العاشر بعمر 3,500 سنة.

ولم يغب العراق عن القائمة، حيث ورد اسم مدينة سامراء بعمر يُقدّر بـ6,500 سنة، وهي مدينة لها تاريخ إسلامي وعمراني بارز.

كما ورد اسم مدينة عدن اليمنية في الترتيب السابع، بعمر يبلغ 5,500 سنة، مما يعكس عمق التاريخ اليمني بأبعاده الثقافية والتجارية المتنوعة.

بينما كانت سمرقند، الواقعة في إقليم خراسان التاريخي، المدينة غير العربية الوحيدة في القائمة، واحتلت المرتبة الثامنة بعمر 4,800 سنة.